بصوته العميق والفريد، وببراعة مذهلة، أمتع المعلم الكناوي حميد القصري كعادته، جمهور فضاء سلا ليلة أمس الخميس، ضمن فعاليات الدورة 18 لمهرجان "موازين". لم ينتظر الحضور طويلا، لكي يستمتع بعرض كناوي استثنائي، اهتزت له جنبات الفضاء المذكور، في لحظة فنية خاصة توحدت فيها أصوات عشاق النغمة الكناوية مع أصوات آلات الكمبري والقراقب، التي تتسلل دون استئذان إلى القلب والروح فتقشعر لها الأبدان وتستجيب لها رقصا وغناء. تمكن المعلم القصري بإطلالته المميزة وسحر صوته الدافئ من التوفيق والدمج بين إيقاعات كناوة وألوان موسيقية عديدة بسهولة فريدة، وسط تجاوب كبير من جمهوره، هذا التجاوب الذي وصل أوجه بعد أن اختار المعلم الكناوي أداء أغنيتي "نداء الحسن" و"العيون عينيا". براعة حميد القصري في خلق التفاعل بينه وبين جمهوره لم تأت من فراغ، هذا المعلم "المسكون بتاكناويت" على حد تعبيره، يؤكد على أن موسيقاه فن روحاني يتملك الذات. وأضاف إنه "تاكناويت" فن لا يدرس، بل هو جنس موسيقي يولد بالفطرة في المعلم الكناوي، وقال، "لا يمكن لأي معلم أن يلقنك أصول هذا اللون الغنائي، ومع ذلك أتمنى أن تتاح الظروف لإنشاء معاهد متخصصة في تعليم أبجديات فن كناوة". وأعلن حميد القصري، خلال الندوة الصحفية التي سبق حفله أنه بصدد التحضير لفيديو كليب سيجمعه بمغني الراي الجزائري الشاب خالد بعد "الديو" الذي جمعهما، والذي ضمه خالد إلى ألبومه الجديد. الجدير بالذكرر أن حميد القصري أحيا حفل افتتاح مهرجان "كناوة" الذي اختتم فعالياته قبل أيام، فيما سيطل قريبا على جمهور مدينة إفران، ضمن فعاليات المهرجان الذي يحمل اسم المدينة.