احتفلت "مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط" الثلاثاء، بالمكتبة الوطنية بالرباط، من خلال معرض للصور، بذكراها العشرين في خدمة التقارب الثقافي بين الشعبين المغربي والاسباني. وافتتح مستشار صاحب الجلالة ورئيس مجلس "مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط"، أندري أزولاي، ورئيس الحكومة المحلية لإقليم الأندلس، خوان مانويل مورينو الذي يزور المغرب، هذا المعرض الذي يقدم مسار هذه المؤسسة من خلال المعالم التي ميزت مسارها، عبر عرض صور مختلفة مصحوبة بنصوص مكتوبة باللغة العربية، وكذلك مشاهد من خطوط العمل التي حددت المبادئ التوجيهية للمؤسسة. ويبرز هذا المعرض أيضا دور مؤسسة الثقافات الثلاث، طوال عشرين عاما من وجودها، كعنصر من عناصر التماسك بين الأندلس والمغرب، وأداة في خدمة التسامح والتفاهم بين شعوب البحر الأبيض المتوسط. وأعرب أزولاي بهذه المناسبة عن ارتياحه للجهود التي بذلتها المؤسسة، والتي يعد عامها الحادي والعشرين “غنيا بالوعود والإمكانيات” واصفا هذه المؤسسة بأنها "بوصلة في البحر المتوسط، في فضاء يبحث عن مرجع، في الشمال كما في الجنوب". وقال إنه "بالتزام ورؤية وتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتزام صاحب الجلالة الملك فيليبي السادس وحكومتي إسبانيا والأندلس، نحن اليوم على عتبة مرحلة أخرى واعدة جدا من مسار هذه المؤسسة". ومن جانبه أكد المدير المسير لمؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، خوسيه مانويل سيرفيرا على أهمية هذا الحدث الذي يخلد مرور عقدين من تاريخ هذه الهيئة المكرسة بشكل خاص لتعزيز العلاقات الاسبانية المغربية والتعاون الثقافي. وأضاف سيرفيرا أن هذا المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على أنشطة المؤسسة وإظهار أهمية العمل الثقافي في تعزيز التقارب والتفاهم بين الشعوب والبلدان، لاسيما بين إسبانيا والمغرب، الذين يتقاسمان جذورا مشتركة وعلاقات وثيقة منذ زمن بعيد. ودعا سيرفيرا الجمهور المغربي لزيارة هذا المعرض الذي سيقام أيضا بمراكش والصويرة وطنجة وتطوان، والذي يعد نسخة معدلة من المعرض الذي تم تنظيمه العام الماضي بإشبيلية، والذي زاره أكثر من 40 ألف زائر حسب تقديرات مؤسسة الثقافاث الثلاث. وتأسست مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، في عام 1998 كثمرة للتعاون بين حكومة الأندلس والمملكة المغربية، بهدف تعزيز الحوار والسلام والتعايش بين ثقافات وأديان البحر الأبيض المتوسط.