قال مدير مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، خوان مانويل سيرفيرا، إن المغرب يعد "معقلا للاستقرار والأمن" في المغرب العربي وشمال إفريقيا. وأوضح مانويل سيرفيرا، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة انعقاد الدورة 11 للاجتماع الإسباني المغربي من مستوى عال يوم خامس يونيو الجاري بمدريد، إن المغرب يبقى عامل استقرار وأمن في منطقة تعيش توترات وتغيرات مستمرة.
وأضاف أن "الجهود التي يبذلها المغرب، من خلال الإصلاحات الدائمة والمتعددة القطاعات التي انطلقت تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاستقرار السياسي الذي تنعم به البلاد، والتزامها بمسلسل ديمقراطي وحداثي متسارع، كلها عوامل تعترف بها وتثمنها إسبانيا والاتحاد الأوروبي"، مضيفا أن المغرب "بلد عظيم" في تطور مضطرد.
وأبرز مدير مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، في هذا الصدد، الجهود التي ما فتئ يبذلها المغرب من أجل التحديث والتطور، وتسجيل معدلات نمو مرتفعة، مذكرا بالمشاريع التي تم إطلاقها بالمملكة، والتي تروم تحديث البنيات التحتية، وفتح السوق المغربية أمام المستثمرين الأجانب.
وتابع مانويل سيرفيرا "أود، بالمناسبة، تهنئة المغرب على المبادرات المختلفة التي قام بها من أجل الارتقاء بأوضاع المرأة، التي تضطلع، حاليا، بأدوار مهمة وكبيرة داخل المجتمع المغربي".
من جهة أخرى، وصف مسؤول مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، التي تأسست سنة 1998 بمبادرة من المغرب وحكومة جهة الأندلس، العلاقات التي تجمع بين المغرب وبلاده ب"الممتازة"، والمبنية على "الحوار والتفاهم"، مبرزا الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع بين البلدين وتدفعهما للعمل سويا من أجل الاستفادة من هذا الوضع.
واعتبر أن "المغرب وإسبانيا محكوم عليهما بالتعاون والتفاهم للدفاع عن تكاملهما الاقتصادي والسياسي"، مشيرا إلى أن الرباط ومدريد مدعوتان، أكثر من أي وقت مضى، للتعاون واستكشاف الفرص المتاحة بإفريقيا وأوروبا بالنظر لموقع البلدين الاستراتيجي على أبواب قارتين.
وأشار مانويل سيرفيرا، الذي عين مؤخرا على رأس إدارة مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، إلى أن "المغرب، وبحكم قربه الجغرافي وعلاقاته التاريخية مع إفريقيا، يمكنه الاضطلاع بدور أساسي في تسهيل ولوج المقاولات الإسبانية إلى هذه القارة التي تسجل أعلى معدلات النمو في العالم".
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي والأكاديمي بين البلدين، أبرز أهمية التفكير جديا في إمكانية إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثقافية بينهما بالنظر لما يزخران به من إمكانات تاريخية وتراث مشترك، معربا عن رغبته في أن يعزز الاجتماع من مستوى عال، الذي سيعقد بمدريد في الخامس من الشهر الجاري، مختلف اتفاقيات التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وقال المسؤول الإسباني، إن مؤسسة الثقافات الثلاث، التي تروم تعزيز وترسيخ مبادئ السلم والتسامح والحوار والاحترام المتبادل وتعزيز التقارب بين الشعوب والثقافات في حوض البحر الأبيض المتوسط، والمغرب منكبان على وضع اللمسات الأخيرة على برنامج طموح لتعزيز دور هذه المؤسسة كرافعة للحوار والتفاهم من خلال تنظيم سلسلة من الندوات والنقاشات حول القضايا الراهنة.
وخلص مدير مؤسسة الثقافات للبحر البيض المتوسط إلى أن "المؤسسة مدعوة لاستعادة دورها وروحها لتعزيز الحوار والتنوع الثقافي في المنطقة المتوسطية، التي باتت تواجه العديد من التحديات من قبيل التطرف والعنف وكراهية الأجانب".