تعرض الفنانة التشكيلية مونية بقالي جديد تجربتها الإبداعية ابتداء من يوم الأربعاء المقبل من الساعة الرابعة بعد الزوال إلى الساعة لثامنة ليلا بقاعة معارض فضاء "أفونو سويت" (103،شارع الروداني، طريق الجديدة، الدارالبيضاء) . معرض يقدم جديد هذه المبدعة العصامية التي تشتغل على الأثار بأسلوب بصري حداثي يجمع بين الواقعية الرمزية والتجريدية التعبيرية. مونية بقالي (مواليد فاس) من الأسماء الإبداعية الصاعدة، ويرى الناقد الجمالي منصف عبد الحق إن لوحات مونية بقالي الفنية المعروضة تحت شعار " فوران "، تحتفي بسلسلة متواصلة من الشطحات باللون والشكل. مضيفا أن مقتربها البصري عبارة عن سفر إبداعي ملحمي في جسد الألوان والأشكال عبر تقنية الصباغة بكل مصادفاتها وخلاصاتها التركيبية. فهي تولي أهمية خاصة لحركة الأشكال التكعيبية، موظفة في ذلك عدة وحدات بصرية شبه تشخيصية وتجريدية تفصح عن مدى افتتانها بجمالية الحركة والعمق فوق السند/ القماش. من جهة أخرى أفاد منصف عبد الحق أن مونية بقالي (تعيش وتعمل بالدارالبيضاء) رسمت كل أعمالها الفنية بحيوية وتلقائية، سواء التي انطبعت في مخيلتها، أو تلك التي انشغلت بالشطحات الروحية والمواد التركيبية. في عملها الفني الحر والمنطلق كطائر يشدو، نستحضر دائما قولة الفنان فرانسيس بيكون: "عندما أراك الآن لا أرى خطوط وجهك فقط، بل أشاهد إشعاعات وإيحاءات وانبعاثات، وهذا ما أحاول أن أضعه في لوحاتي. إني أريد أن أصل الغموض، أما طبيعة المظهر، فهذا دور الكاميرا". اللوحة بالنسبة إليها كالمقطوعة الموسيقية. فهي بمثابة ذريعة لإدماج الانطباعات اللونية والشكلية داخل جسد السند. تشتغل على الرسم االتلقائي والتصوير الموسوم بصيغة إيجازية وبليغة. الأمر شبيه بشاعرية فياضة تزيدها الخطوط المناسبة والأشكال المتموجة بعدا تجريديا ذا تعبيرية قصوى. كل عمل فني يشهد على هذا التحول النوعي المعزز بدراسة معمقة للتقنية الصباغية المستعملة بخبرة ودراية. الواضح في الفضاء البصري لأعمالها التصويرية هذه الضربات اللونية السريعة التي تخترق البياضات، وتتوزع بحرية وتدفق على أبعاد السند، كاشفة عن حسها الوجداني، ومشكلة امتدادا لجسدها وروحها معا. هذا ما يفسر جليا إيقاعات ألوانها، وحركات فرشاتها وتجنيحاتها، وتشظياتها التعبيرية.