احتفت الدورة الخامسة من تظاهرة " نظرات نسائية "، التي افتتحت مساء الجمعة المنصرم بالدارالبيضاء، برواق المكتبة الوسائطية بمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء بالفنانات التشكيليات اللواتي ساهمن في تطوير الفن التشكيلي المعاصر، وتعزيز إشعاعه وحضوره وطنيا ودوليا. ومن هذا المنطلق حرصت تظاهرة " نظرات نسائية "، التي تنظمها جمعية "إبداع وتواصل" إلى غاية 31 مارس الجاري، تخليدا لليوم العالمي للمرأة، على تخصيص هذه الدورة للفنانات التشكيليات، اعترافا بمنجزهن التشكيلي وبفرادة أعمالهن الإبداعية. وقال بوشعيب فقار، محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، "حين نتأمل مسار الفنون التشكيلية بالدارالبيضاء، ومدن أخرى، نكتشف ان كل الأعمال المقدمة في هذا الإطار، تنشد أساليب وألوانا مختلفة، لكنها تتلاقى جميعها في تميزها بلمسات بهية تسكن الأحاسيس قبل ان تخترقها الأعين، وتتماهى في تعددها لتشكل ألقا إبداعيا لا تبوح بسره إلا المرأة". وأضاف في كلمة تصدرت كاتالوغ المعرض، باللغة الفرنسية، يجد الزائر للمعرض الذي يمتد إلى متم الشهر الجاري، نفسه في عمق أعمال تحاول أن تغير العالم، من عالم مسكون بالألم والقلق، إلى عالم كله أفراح، من هنا تكمن قدرة المرأة التي تشكل معادلة متوازنة بين الرجل/الإنسان والمرأة/الإنسان، لذلك ما إن ننتهي من لقاءات الاحتفاء بالمرأة في هذه السنة، حتى تشرئب الأعناق لنبدأ في التفكير عما يليق بتكريمها في السنة المقبلة. ونتمنى ان تكون المرأة قد أخذت حصتها في التكريم، وهي تبدع عالما نحبه. عالم السلم والجمال. من جانبها أوضحت الفنانة التشكيلية زهرة ألكو، رئيسة جمعية "إبداع وتواصل"، أن الحدث الفني يندرج ضمن الدورة الخامسة للتظاهرة الإبداعية " نظرات نسائية"، التي تقام بشراكة مع مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء. وأضافت ألكو في تصريح ل "الصحراء المغربية" أن برنامج هذه الدورة تثمين لنجاح الدورات السابقة، وأوضحت أن جمعية "إبداع وتواصل" راهنت على البرنامج المتنوع والغني، مبرزة أن التظاهرة الفنية افتتحت بمعرض جماعي التأمت فيه أزيد من 30 فنانة تشكيلية من أقطار مختلفة، إلى جانب تكريم ثمانية نساء، وهن شمس الضحى عطا الله، ونجية بديس، وفاطمة الزهراء لحلو، ونادية الزاوي، ونادية إسماعيل، وليلى سخر، وحسناء زوان، وزهراء عز. من جهة أخرى قالت ألكو، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الدورة مهداة للنساء التشكيليات بكل أساليبهن وأجيالهن، اللواتي توفقن في مساراتهن الإبداعية ونجحن في نحت مسارهن الإبداعي الخاص. كما أشادت بالالتزام الفني للفنانات التشكيليات اللواتي وظفن مواهبهن الإبداعية لترسيخ القيم النبيلة وتعزيز التربية الفنية، وشاركن بسخاء في الحركية الثقافية والفنية الهادفة. وأبرزت ألكو أن هذه التظاهرة الثقافية أصبحت موعدا سنويا لا محيد عنه، بالنسبة للفنانات التشكيليات اللواتي بصمن المشهد التشكيلي داخل المغرب وخارجه، ونجحن ب"فضل جودة الأعمال الفنية في نحت مسارهن الإبداعي الخاص". وبعد أن أكدت على ضرورة تثمين إبداعات الفنانات التشكيليات بكافة أجيالهن، اعتبرت أن المسار " الذي التزم به المغرب لترسيخ جوهر المساواة بين النساء والرجال سيفضي إلى انخراط كبير للمرأة الفنانة في التنمية السوسيو ثقافية وإبداع الثروة اللامادية ". وأوضحت أن هذه التظاهرة الجمالية تشكل فضاء لتبادل التجارب وتقاسم الأفكار والتصورات حول المجال الفني بشكل عام، ومدى أهمية تثمين الإبداع المعاصر بشكل عام. وتتميز هذه الدورة بتكريم نساء يمثلن مختلف المجالات الإبداعية، إلى جانب الاحتفاء بتجارب فنانات تشكيليات رسخن وجودهن البصري في الساحة المغربية من قبيل، زياء ميمون، وحسنية الباز، ووفاء البكري، وسارة مخفي، وآسية ابوحيان، وليلى سخر، وأمينة نتيفي، وإلهام قدميري،، وأسماء رشدي،، ودنيا بنمنصور، ولبنى الوراقي، وبهيجة عبد العالي، وزهرة الكو، وبشرى زياتي، والحسنية بيلا، وخديجة بنسامي، وبشرى الأزهر، وفاطمة أبدوس، وفاطمة الطالبي. وبهذا يكون معرض" نظرات نسائية" في دورة الخامسة كرس وجوده الفعلي والفلسفي والجمالي في الساحة التشكيلية المغربية أداء واختيارا، من أجل تنمية الفعل الفني والثقافي ببلادنا.