لقيت عملية أشغال تأهيل الواجهة البحرية للمدينة العتيقة بساحة سيدي بوذهب، التي تتم تحت شعار "الدرب حضارة وتراث"، ارتياحا وتجاوبا بينالسكان، الذين عبروا عن دعمهم ومساندتهم لمثل هذه المشاريع التي تعيد الاعتبار للمدينة القديمة. وتمول هذا المشروع، الذي سبق أن أعطى والي الجهة، عبد الفتاح البجيوي، انطلاقته، بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع ذاكرة آسفي، التي تعتبر الجهة الحاملة للمشروع، بالإضافة إلى جمعية شباب وتعاون الأوراش الدولية والمفتشية الجهوية للمباني التاريخية والمواقع بآسفي، والمجلس الحضري لآسفي، وجمعية "آسفو" للمدينة العتيقة. وأبرزت وفاء مداح، المفتشة الجهوية للمباني التاريخية والمواقع بمندوبية الثقافة بآسفي، الهدف الرئيس من هذه العملية والمتمثل في إعادة ترميم واجهة المدينة العتيقة وأبوابها، فضلا عن صباغة الأبواب والنوافذ وتزيينها، وإحداث سقاية بساحة سيدي بوذهب، تستجيب لمعايير الهندسة المعمارية، الملائمة لهذا الفضاء التاريخي العتيق، موضحة أن هذا المشروع، يساهم فيه شباب متطوعون من جمعيات المجتمع المدني، يبلغ عددهم 30 متطوعا، مؤكدة استمرار هذه العملية إلى 20 شتنبر 2014، بحيث ستهم درب البحر وزنقة الصومعة. من جهته، نوه النسيج الجمعوي بالمدينة العتيقة بهذه العملية، التي تعيد الاعتبار لمدينة آسفي،نظرا لأهمية موقعها الجغرافي،الذي لعب عبر التاريخ أدوارا طلائعية، انطلاقا من تعاقب الحضارات على مجالها الواسع، باعتباره ممرا استراتيجيا للرحلات والاكتشافات البحرية والبرية، ربطت الماضي بالحاضر، فكانت مقاما طيبا للفقهاء والعلماء والزهاد،ومزارا لبعض المفكرين والشعراء والمبدعين،كلسان الدين الخطيب، الذي أعجب بهوائها وأهلها ومدارسها.