تكاثف الاكتشافات التاريخية المهمة بأسفي والتي يعود تاريخ بعضها للعهد الموحدي، شجع المهتمين والمتخصصين بالمجال، على المطالبة بتصنيف المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي. فمساء الجمعة فاتح مارس الجاري، تم اكتشاف نفق أرضي عرضه يصل إلى ثلاثة أمتار وعلوه 5ر2 متر، لم يتمكن الباحثون المشاركون في العملية لتحديد اتجاهه، واحتملوا أنه يتجه إلى الكنيسة ودار السلطان. وجاء هذا الاكتشاف بسبب الأشغال التي تقوم بها الوكالة الجماعية المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء لتجديد قنوات الصرف الصحي بالمدينة، تحت المراقبة الشديدة للمفتشية الجهوية للمباني التاريخية والمواقع الأثرية التي تترأسها الباحثة وفاء مداح خريجة معهد الآثار والتراث بالرباط، خاصة بالأحياء التاريخية والعتيقة بأسفي. وبالقرب من نفس الموقع الأثري حيث تجري أشغال الحفر، اكتشفت قبل أيام آثار سور يعود إلى الحقبة الموحدية. وتم أيضا اكتشاف كرات حديدية كانت تستعمل بالمدافع في حقبة الاستعمار. وسبق أن أصدرت مديرية التراث الثقافي بأسفي بلاغا أكدت فيه اكتشاف سارية رخامية وجزء من رحى حجرية أثناء إجراء عمليات حفر بشارع الحديقة خارج باب الشعبة بالمدينة. ومع استمرار ورش أشغال الحفر تم العثور على قطع أعمدة مكسورة يتراوح طولها بين 131 و24 سم٬ بالإضافة إلى قطعتين رخاميتين طولهما على التوالي 97 و64 سم. وفي لقاء جمع "التجديد" بسعيد شمسي خريج معهد الأثار، والمندوب الإقليمي بالنيابة بمكتبه بدار السلطان، والذي فضل أن يتحدث إلينا بصفته باحثا مهتما بتاريخ المدينة وتراثها، قال أن "هذه الاكتشافات الجديدة تعزز مكانة مدينة أسفي في التاريخ مما يوجب علينا باعتبارنا مسؤولين ومهتمين باحثين، الدفاع المستميت عن المدينة كي تصنفها اليونسكو ضمن التراث العالمي ". وأضاف "هدفنا إبراز أهمية المعالم الأثرية والتاريخية من أجل تسويقها منتوجا حضاريا يساهم في التنمية المحلية كي يعود للمدينة إشعاعها الحضاري الذي كان يميزها في العصر الوسيط وفي بداية العصر الحديث حتى سماها ابن خلدون حاضرة المحيط". وطالب شمسي جميع المتدخلين بتبني مشروع كبير يتعلق بتصنيف مدينة أسفي في التراث العالمي لليونيسكو عبر خطوات، أولها الحفاظ على التراث العالمي الذي تتميز به المدينة العتيقة بأغلب أزقتها ومعالمها التاريخية خاصة صومعة المسجد الأعظم والكنيسة البرتغالية المجاورة له، وحي الرباط التاريخي. ثانيا تصنيف جميع المباني التاريخية والمواقع الأثرية في لائحة التراث الوطني. ثالثا إبراز معالم أسفي وتسويقها سياحيا. رابعا تدخل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة للقيام بتنقيبات أثرية منظمة ومتأنية بالمواقع التي تمت بها الاكتشافات. يذكر أن والي الجهة عامل إقليم أسفي أعطى توجيهاته بالموقع الأثري فور اكتشافه بحضور وفاء مداح المفتشة الجهوية للمباني التاريخية والمواقع الأثرية وسعيد شمسي مندوب الثقافة بالنيابة؛ من أجل إعطاء عناية خاصة لهذه الاكتشافات ورسم مخطط من أجل أن يصبح النفق الأرضي المكتشف ممرا سياحيا يضاف للمنتوج السياحي التاريخي الذي تزخر به مدينة آسفي.