شهد مجلس النواب بالبرلمان المغربي، أمس الخميس، ميلاد فضاء إفريقي جديد للنقاش الجاد بين البرلمانيين الأفارقة الشباب، يحمل اسم "اتحاد البرلمانيين الشباب الأفارقة". (كرتوش) ويهدف هذا الفضاء، الذي جاء بمبادرة من لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، والذي يجمع البرلمانيين الأفارقة الشباب من القارة الإفريقية، وضع أرضية سياسية للتبادل والنقاش حول القضايا والمشاكل التي تحول دون تنمية القارة الإفريقية. وانكب أعضاء الفضاء الإفريقي، خلال أشغال مؤتمرهم التأسيسي، الذي يحتضنه مجلس النواب من 11 إلى 14 من الشهر الجاري، على إعطاء الاتحاد صفة تعترف بها البرلمانات الإفريقية الممثلة في الاتحاد. كما شهد المؤتمر التأسيسي، إحداث مقر للاتحاد بالرباط. و بالإضافة إلى ذلك، شهد المؤتمر التأسيسي إعطاء اتحاد البرلمانيين الشباب الأفارقة صفة مراقب في البرلمان الإفريقي. ودعا صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، خلال افتتاح أشغال المؤتمر، أمس الخميس بالرباط، أعضاء اتحاد البرلمان الشباب الأفارقة، إلى تجاوز عراقيل الماضي "التي ليست من شيم البلدان الإفريقية، والتي سممت العلاقات بين العديد من الدول الإفريقية"، مطالبا البرلمانيين الشباب الأفارقة بالتفكير في تنمية القارة الإفريقية، "التي تزخر بالإضافة إلى الثروات بنخب شابة مؤهلة لبنائها، وإنهاء التشتت". وأعلن مزوار أن القارة الإفريقية تزخر بقدرات ونخب تعيش عصر العولمة، كما أن لديها الوسائل للقيام بالتنمية" ولكن يجب أن نثق في أنفسنا"، مطالبا الاتحاد بأن يكون شبكة قوية، ومحصنا ضد المضيقات التي قد تأتيه من جهات خارجية. كما دعا أعضاء الاتحاد من أجل تنمية قارتهم"، التي ليس بمقدور أي أحد القيام بتنميتها عوضنا"، بإصلاح القوانين وبناء الأطر لجعل اقتصاد القارة أكثر جاذبية، مشددا على ضرورة تجاوز النقاش " الخاطئ" داخل إفريقيا والتصدي للتباعد، واحترام السيادة الترابية لكل دولة واحترام الآخر والعمل معه، مؤكدا في الصدد نفسه ضرورة التعاون جنوب جنوب. وسيشكل اتحاد الشباب البرلمانيين الأفارقة أرضية سياسية للتبادل والحوار والنقاش البناء بين النخب السياسية الجديدة الإفريقية، ويتوقع الاتحاد ضمن مهامه، خلق تنسيق بين الجيل الجديد من نساء ورجال أفارقة، وإحداث مجموعة ضغط تتكلف بالدفاع عن مصالح إفريقيا في شموليتها، وتتجاوز المصالح الشخصية والوطنية. كما حدد الاتحاد ضمن مهامه، دعم إنشاء وحدة إفريقية متحدة وتحترم كل مكوناتها، فضلا عن إنعاش مشاركة الشباب في الحياة السياسية الإفريقية، ودعم التبادل والتعاون داخل الشباب الأفارقة الممثلين بالبرلمانيين الشباب. كما سيقوم الاتحاد بإخبار الشباب حول المسألة الإفريقية وتقريب الشباب من الحياة العمومية عبر دفعهم للانخراط في مختلف اللقاءات مع الفاعلين الأفارقة، وإدماجهم في بناء إفريقيا. وسيتكون الاتحاد من البرلمانيين الشباب من كل دولة من القارة، ومن جمع عام يضم كل شاب يمثل الفرق السياسية المشكلة لبرلمان كل دولة إفريقية. ويتم انتخاب رئيس الاتحاد من قبل أغلبية أعضاء الاتحاد لمدة ثلاث سنوات مع دورة لكل دولة. ويتكلف الرئيس بتسيير أشغال الاتحاد وضمان سيرورته. وتمثل الأمانة العامة الهيئة التنفيذية للاتحاد، حيث تتكون من الرئيس ونائب الرئيس والمنسق المنتخب عن طريق الأغلبية.