افتتحت اليوم الخميس بالرباط أشغال الاجتماع التأسيسي لاتحاد البرلمانيين الأفارقة الشباب كإطار سياسي للتبادل والنقاش البناء بين البرلمانيين الأفارقة الشباب. وتتولى هذه الهيئة التي تم إحداثها بمبادرة من لجنة تنظيمية تظم خمس بلدان، من بينها المغرب، خلق التقائية بين الجيل الجديد لنساء ورجال السياسة الأفارقة، وتكوين مجموعة ضغط للدفاع عن مصالح إفريقيا من خلال تجاوز المصالح الشخصية والوطنية، وتشجيع خلق هوية إفريقية موحدة تحترم كل مكوناتها، والنهوض بمشاركة الشباب في الحياة السياسية الإفريقية. ويتوخى الاتحاد أيضا تشجيع المبادلات والتعاون بين الشباب الأفارقة ممثلين في البرلمانيين الشباب، وإطلاع الشباب على القضايا الإفريقية، وتقريبهم من الحياة العمومية من خلال إشراكهم في مختلف اللقاءات مع الفاعلين الأفارقة من أجل بناء إفريقيا. وقال نائب رئيس مجلس النواب السيد شفيق رشادي، في كلمة افتتاحية، إن هذا الاتحاد سيوفر إطارا آخر للتواصل والتنسيق في إطار العمل البرلماني للدفاع عن القيم والمبادئ التي تجمع الأفارقة، وتوحيد الجهود والطاقات لمواجهة المشاكل التي تعرفها القارة الإفريقيةº خاصة في ظل التحولات البنيوية العميقة التي يشهدها العالم اليوم. وأبرز أن الاهتمام بالشباب الإفريقي يعد أولوية من أولويات علاقات المغرب مع شركائه الأفارقة، لا سيما من حيث المساهمة في تكوين الأطر الإفريقية في الجامعات والمعاهد والمدارس الوطنية العليا. وأكد أن "التحديات الكبرى المطروحة على القارة هي نفسها المطروحة على شبابها، بل تمسه في العمق"، مضيفا أن أي حلول عقلانية لمعضلاتنا المشتركة هي استجابة جدية وحقيقية لمتطلبات وحاجيات الشباب أولا. ومن جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون، السيد صلاح الدين مزوار، إن هذا اللقاء يشكل لحظة تاريخية تعكس إسهام البرلمانيين الشباب في مواكبة التحول الذي تعيشه إفريقيا. وأبرز أن تأسيس هذا الاتحاد يسير في اتجاه ثورة إفريقية ثانية تهم التحرر الاقتصادي للشعوب الإفريقية وبناء قارة قادرة على التفاعل مع العالم كما هو بصدد التشكل اليوم. وأكد أنه ينبغي أن تشكل المؤهلات التي تتوفر عليها إفريقيا قاعدة لإحداث الأسس التي ستمكن من استدامة إحداث الثروات في القارة، مذكرا بموقف المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، لصالح تعزيز الشراكة والتعاون جنوب-جنوب، الذين يشكلان عنصرا أساسيا للتوازن والحفاظ على الاستقلال الاقتصادي للشعوب الإفريقية. وأضاف أن بناء إفريقيا قوية يمر بالأساس عبر تجنب النقاشات المغلوطة داخل القارة، والحفاظ على الوحدة الترابية للدول واحترامها، وكذا الثقة المتبادلة والعمل المشترك. ومن جهته، أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي السيد عبد الواحد الراضي ضرورة تفعيل سبل ملموسة لتشجيع الشباب على اتخاذ القرارات التي تهمه. وأعرب عن أسفه لكون الشباب، رغم أنهم يمثلون 20 في المئة من الساكنة العالمية، بعيدون عن العمل السياسي، مشيرا إلى أن أقل من 12 في المئة من البرلمانيين ينتمون إلى الفئة العمرية ما بين 20 و40 سنة. ومن أجل الرفع من تمثيلية الشباب، اقترح السيد الراضي سلسلة إجراءات تهم العمل بنظام الكوتا وتعزيز التربية على المواطنة وتحديد كوتا مخصصة للشباب في اللوائح، وتحفيز الشباب على المشاركة من قبل الأحزاب السياسية. وفي نفس السياق، أوضح المنسق المقيم للأمم المتحدة السيد برونو بوزا أن 65 في المئة من الساكنة الإفريقية تقل أعمارها عن 35 سنة، لكن على المستوى العالمي تبلغ نسبة البرلمانيين الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة 2 في المئة، في حين 10 في المئة فقط تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 40 سنة. وأشار المسؤول الأممي إلى أن المسلسل السياسي والمؤسسات السياسية تعاني من ضعف مشاركة الشباب، مؤكدا ضرورة معالجة هذا الوضع بالنظر للدور الهام للبرلمانيين في تحقيق وصياغة أهداف أجندة ما بعد 2015. ويتضمن جدول أعمال هذا الاجتماع الذي ينعقد على مدى يومين، التصويت على القانون التنظيمي والداخلي للاتحاد، وانتخاب الرئيس وأعضاء المكتب والأمانة العامة للاتحاد، إضافة إلى اقتراح برنامج عمل السنة المقبلة.