تقرر عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، بعد غد الاثنين في القاهرة، وذلك لبحث تدهور الأوضاع في غزة إثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. إسرائيل تشن حربا قذرة ضد الفلسطينيين أوضحت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلا عن مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة العربية، اليوم السبت، أن هذا الاجتماع جاء بناء على طلب من دولة الكويت، رئيس القمة العربية، حيث تسلم الأمين العام للجامعة العربية دعوة رسمية من دولة الكويت عبر مندوبها الدائم لدى الجامعة تدعو لعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري. وأضاف المصدر أنه في ضوء المشاورات التي أجراها الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، رئيس الدورة الحالية للمجلس، تم الاتفاق على أن يكون الاجتماع العاجل لمجلس الجامعة بعد غد الاثنين. ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في اعتداءاته المتواصلة على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخاصة قطاع غزة، والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من مائة شخص وإصابة المئات. وفي سياق ذي صلة قررت السلطات المصرية فتح معبر رفح البرى بين مصر وقطاع غزة، اليوم السبت، من الجانب المصري بصفة استثنائية، لاستقبال المصابين والجرحى الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية، إلى جانب إدخال المساعدات المقدمة للفلسطينيين من مواد غذائية وأدوية ومساعدات طبية متنوعة مقدمة من مصر وبعض الدول العربية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، نقلا عن مصدر مسؤول بالمعبر، أن الممر جاهز لاستقبال الجرحى والمصابين، حيث تتواجد العديد من سيارات الإسعاف والفرق الطبية المتخصصة لاستقبال الجرحى والمصابين القادمين من قطاع غزة، علاوة على تيسير نقل المساعدات وإدخالها إلى القطاع. وأضافت الوكالة أنه تم رفع حالة الطوارئ في قطاع الصحة داخل محافظة شمال سيناء المصرية، خاصة في المستشفى العام لمدينة العريش، ومستشفى رفح المركزي، وذلك استعدادا لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم قبل تحويلهم إلى أي مستشفيات أخرى. يذكر أن السلطات المصرية سبق لها أن سمحت بافتتاح معبر رفح البري أول أمس الخميس لإدخال المساعدات الإنسانية، واستقبال المصابين والجرحى الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع. اسرائيل تواصل قصف غزةوواشنطن تعرض خدماتها لوقف اطلاق النار وتواصل إسرائيل اليوم السبت غاراتها الجوية على غزة حيث سقط أكثر من 120 قتيلا خلال خمسة أيام في هجومها، مؤكدة انها نجحت في اضعاف القوة النارية لحركة حماس، بينما عرضت واشنطن مجددا وساطتها لانتزاع وقف لإطلاق النار وتجنب هجوم بري. وذكر صحافيون من وكالة فرانس برس ان الضربات الاسرائيلية وعمليات إطلاق الصواريخ تراجعت حدتها صباح السبت. واعلنت مصادر طبية فلسطينية السبت مقتل 16 فلسطينيا في الغارات الجوية الاسرائيلية على قطاع غزة مما يرفع الحصيلة الاجمالية للهجوم الى 121 قتيلا فلسطينيا وأكثر من 930 جريحا معظمهم من المدنيين منذ بدء العملية الاسرائيلية "الجرف الصامد" قبل خمسة ايام. وأكد الجيش الاسرائيلي أنه "أضعف بشكل كبير قدرات حماس" التي تسيطر على قطاع غزة. وقال في بيان ان طائراته قصفت "158 هدفا مرتبطا بحماس" خلال 24 ساعة في قطاع غزة بينها 68 قاذفة صواريخ و21 قاعدة لقوات خاصة ومخابئ اسلحة كان أحدها داخل مسجد. كما استهدف الجيش "عشرة عملاء ارهابيين" بعضهم متورطون في هجمات بصواريخ على اسرائيل. وفي غزة، أعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل ثلاثة فلسطينيين السبت في غارة اسرائيلية على حي التفاح شرق مدينة غزة بينما اصيب ثلاثة فلسطينيين Bخرين بجروح في غارة على مستودع للأخشاب شمال القطاع. وقتل فلسطينيان وجرح اربعة اخرون في غارة استهدفت "جمعية مبرة فلسطين للمعاقين" الخاصة في بيت لاهيا شمال القطاع. وقبيل ذلك، قتل ثلاثة فلسطينيين في غارة اسرائيلية غرب مدينة غزة بينما قتل خمسة فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح في غارة جوية على مخيم جباليا شمال القطاع ايضا. وقتل فلسطينيان واصيب عشرون اخرون بجروح في غارة على مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بينما توفي فلسطيني متأثرا بجروح اصيب بها في غارة اسرائيلية الخميس. وذكرت مصادر امنية فلسطينية ان الغارات الاسرائيلية استهدفت فجر السبت مساجد ومنازل لمسؤولين في حركة حماس في القطاع. وقال مصدر أمنى ان "قصفا استهدف مسجدين في مخيم النصيرات (وسط قطاع غزة) ومسجدا اخر في خان يونس (جنوب قطاع غزة) اضافة الى عدد من منازل مسؤولين في حركة حماس في غزة وخان يونس والنصيرات". في الوقت نفسه، أطلقت ستة صواريخ منذ منتصف ليل الجمعة السبت من غزة على اسرائيل اعترضت منظومة "القبة الحديدية" واحدا منها. ومنذ بداية الهجوم أطلق 525 صاروخا من غزة دمر 134 منها في الجو. ولم تسفر هذه الصواريخ والقذائف عن سقوط قتلى من الاسرائيليين. وأصيب جندي اسرائيلي بجروح خطيرة بقذيفة هاون ليل الخميس الجمعة، بينما اصيب رجل بجروح خطيرة عندما اصاب صاروخ محطة للوقود في مدينة اشدود الجمعة. واصيب جنديان بجروح طفيفة على حدود غزة عندما أطلق فلسطينيون قذيفة مضادة للدروع. وأصيبت امرأة بجروح طفيفة بعدما اصاب صاروخ منزلها في مدينة بئر السبع (جنوب اسرائيل). وكانت العملية الاسرائيلية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 بهدف وقف إطلاق الصواريخ ايضا، اسفرت عن سقوط 177 فلسطينيا وستة اسرائيليين. واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان اسرائيل ستقاوم كل تدخل دولي بهدف وقف لإطلاق النار. وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي في قاعة تخضع لإجراءات حماية مشددة في وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل ابيب الجمعة ان "اي ضغط دولي لن يمنعنا من ضرب الارهابيين الذين يهاجموننا". وعبر الرئيس الاميركي باراك اوباما لنتانياهو في اتصال هاتفي عن "تخوفه من التصعيد"، وعرض وساطة اميركية لمحاولة تهدئة الوضع. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست "نحن مستعدون لاتخاذ اجراءات مماثلة لتلك التي اتخذناها قبل نحو عام ونصف، في نوفمبر 2012، لتسهيل وقف لإطلاق النار ومحاولة التوصل الى نزع فتيل التوتر". وأضاف "ثمة علاقات تربطنا في المنطقة نرغب في استخدامها في محاولة للتوصل الى انهاء إطلاق الصواريخ من غزة ومن لبنان". وتثير هذه المواجهات مخاوف من امتدادها الى الجبهة الشمالية لإسرائيل بعد إطلاق صاروخ من جنوبلبنان الجمعة سقط في شمال الدولة العبرية من دون أن يؤدي إلى إصابات أو أضرار. وردت المدفعية الاسرائيلية بقصف مناطق في جنوبلبنان قبل ان يعود الهدوء. وعلى الارض تتواصل الاستعدادات لهجوم بري على القطاع. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي بيني غانتز ان الجيش الاسرائيلي "سيوسع تحركه بحسب حاجاته وبكل القوات الضرورية"، معتبرا ان "الارهابيين في غزة ارتكبوا خطأ فادحا بمهاجمتهم سكان إسرائيل". ويقول الجيش إنه تمت تعبئة حوالي 40 الفا من جنود الاحتياط. من جهته، صرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الجمعة "حتى الآن لا نزال في المرحلة الاولى: الهجمات الجوية. أتوقع أن نقرر غدا أو بعد غد المرحلة المقبلة". وأثار الهجوم على غزة استياء رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي اتهم الجمعة اسرائيل بانتهاج سياسة مبنية على "الاكاذيب" في عمليتها. من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت عن "القلق الشديد" ازاء الوضع في قطاع غزة. وقال "انني شديد القلق ازاء الوضع الانساني والخسائر البشرية في غزة، وسأتكلم مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس اليوم". وفي القاهرة، دانت وزارة الخارجية المصرية في بيان الجمعة "سياسات القمع والعقاب الجماعي" التي تتبعها اسرائيل في قطاع غزة، داعية الاسرة الدولية الى الاسراع في وقف النزاع.