جددت الحكومة البنمية، يوم الخميس المنضرم، ببونتا كانا (الدومينيكان)، التأكيد على موقفها الثابت بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء، رغم تغير الحكومة المرتقب في فاتح يوليوز المقبل. وكانت بنما أعلنت، في نونبر الماضي، عن تعليق اعترافها بالكيان الوهمي (البوليساريو)، مشيرة إلى أن "هذا الكيان لا يتوفر على المقومات الأساسية المشكلة لدولة ذات سيادة، تماشيا مع مبادئ القانون الدولي". في هذا الصدد، أكدت نائبة وزير خارجية بنما، مايرا أروسيمينا، خلال مباحثات أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، بحضور نائب وزير خارجية بنما المعين، لويس ميغيل إنكابيي، الذي سيتسلم مهامه في 1 يوليوز المقبل خلفا لمايرا، وسفير صاحب الجلالة بالدومينيكان، إبراهيم حسين موسى، على موقف بلادهما الداعم لقضية الوحدة الترابية للمملكة، بعد تعليق بنما اعترافها بالجمهورية الوهمية. من جهته، اعتبر نائب وزير خارجية بنما، المعين أخيرا، أن سحب بنما اعترافها في سنة 2013 بالجمهورية الوهمية كان "موقفا مبدئيا لا رجعة فيه، ويقوم على أسس الشرعية الدولية وحقائق التاريخ"، مسجلا أن بلاده تدعم الحل السياسي التوافقي لإنهاء هذا النزاع، وتسعى الى تطوير علاقاتها الثنائية مع المغرب، بعد تعيين سفير جديد لبنما بالمغرب، على جميع المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية. من جانبه، عبر صلاح الدين مزوار عن شكره وامتنانه للموقف الثابت لدولة بنما من النزاع المفتعل حول الصحراء، مشددا على أن المغرب يعتز بإقامة علاقات دبلوماسية مع بنما ويتطلع إلى أن تتطور نحو شراكة استراتيجية جنوب - جنوب، شاملة ونموذجية. كما عبر مزوار عن ارتياح المغرب لمستوى الحوار السياسي بين البلدين، متطلعا إلى أن يتعزز أكثر بإرساء علاقات تعاون اقتصادي وتجاري قوية ومتنوعة، خاصة مع الحضور المتميز للمغرب اليوم في أمريكا اللاتينية، بعد توقيعه باسم المغرب، خلال الاجتماع التحضري لوزراء خارجية (سيكا)، أول أمس الخميس، على اتفاق بين المملكة المغربية ونظام التكامل لأمريكا الوسطى "سيكا"، ينص على قبول المغرب كعضو مراقب غير إقليمي في هذه المنظمة الإقليمية. من جهة أخرى، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون لقاء مع نظيرته من الهندوراس، ميرييا أغويرو، تطرقت بالأساس إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها والتأكيد على رغبة المغرب للرقي بها لما فيه مصلحة البلدين. وبهذا، الخصوص، أعلن مزوار أن وزيرة خارجية الهندوراس ستزور المغرب في شهر شتنبر المقبل. وقالت أغويرو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب لقائها مع وزير الشؤون الخارجية المغربي، أن قبول المغرب عضوا مراقبا بمنظمة التكامل لدول أمريكا الوسطى يعتبر حدثا تاريخيا مهما لمنظمة (سيكا) بالنظر لوجود قواسم مشتركة بين المغرب ودول أمريكا الوسطى وكذلك بالنظر إلى "التقدير والاحترام الذي نكنه للمغرب"، مبرزة وجود مشاريع مشتركة بين البلدين سيتم تفعيلها قريبا. ويعد نظام التكامل لأمريكا الوسطى (سيكا) تكتلا إقليميا يضم كلا من بليز وكوستاريكا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وبنما وجمهورية الدومينيكان. وتتوخى منظمة (سيكا) تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول المنظمة لتصبح أمريكا الوسطى منطقة يسودها "السلام والحرية والديمقراطية والتنمية".