انطلقت، مساء أمس الاثنين بالرباط، أشغال الملتقى السنوي العاشر للعلاقات المغربية الأوروبية حول موضوع "شراكة جديدة في مجال التربية والبحث العلمي"، والذي تنظمه جمعية "رباط الفتح" للتنمية المستدامة ومؤسسة "كونراد أديناور"، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد رئيس جمعية "رباط الفتح"، عبد الكريم بناني، في كلمة خلال افتتاح هذا اللقاء، الذي حضره، على الخصوص وزيرا التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، لحسن الداودي، والوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، عبد العظيم الكروج، أن التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجال التربية والبحث العلمي يستند إلى العديد من المشاريع الرامية، على الخصوص، إلى مواكبة الجهود التي تبدلها المملكة لضمان ولوج منصف وعادل لنظام التربية الأساسية وتحسين جودة التعليم وحكامة المنظومة التربوية، مشددا، في هذا الصدد، على أن التربية والبحث العلمي يوجدان في صلب أي مسلسل للتنمية. وأبرز أن التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي يطمح إلى تعزيز التبادل الجامعي وتحفيز الاعتراف المتبادل بالنظام التربوي والرفع من وتيرة تنقل الطلبة والباحثين والأساتذة، مؤكدا على ضرورة تعزيز هذا التعاون في ظل الرهانات الكبيرة المرتبطة بالتربية والبحث العلمي في ضفتي المتوسط. وأضاف أن هدف التعاون المغربي الأوروبي في مجال البحث العلمي هو تيسير اندماج نظام البحث المغربي في الفضاء الأوروبي للبحث ومشاركته في البرامج الإطار للمجموعة الأوروبية من خلال، على الخصوص، ملاءمة الإطارين التشريعي والقانوني الجاري بها العمل في المجال مع المكتسبات والمعايير الأوروبية. كما شدد بناني، من جهة أخرى، على أهمية هذا الملتقى "الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز الحوار بين المغرب والاتحاد الأوروبي"، مؤكدا على ضرورة مواصلة العمل المشترك للمساهمة في تجسيد الرؤى التي تهم مستقبل العلاقات بين المملكة والمجموعة الأوروبية. من جهته، أعرب الممثل المقيم لمؤسسة كونراد أديناور، إيلميت ريفليد، في كلمة له بالمناسبة، عن امتنان المؤسسة "الكبير" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للرعاية التي ما فتئ يوليها جلالته لهذ اللقاء السنوي. وأبرز أن التطور الاقتصادي والسياسي والمجتمعي الذي يشهده الاتحاد الأوروبي حاليا يستند إلى تعليم قوي وعلى دعم البحث العلمي وكذا على تقاسم المعرفة من خلال التبادل الدولي والتعاون العلمي الوثيق، مشيرا إلى أن هذا الدور الهام المنوط بالتربية وبمؤسسات التربية لا يعني بلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان المصنعة فحسب، بل يهم أيضا البلدان الصاعدة. واعتبر أن مؤسسات البحث العلمي المغربية تطور شراكات للتعاون الدولي تروم تحقيق التبادل العلمي والتكنولوجي، مبرزا أن وضع سياسة ناجحة للتكوين كفيل بضمان التنمية وتكافؤ الفرص وممارسة المواطنة. من جانبه، أبرز رشيد بلمختار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش هذا اللقاء، أن الأخير يشكل ملتقى للحوار المغربي الأوروبي وللوقوف على نتائج التعاون في المجال العلمي وبحث آفاق تطويره، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تأتي في ظروف خاصة بالنظر إلى الإصلاحات التي يشهدها قطاع التربية والتكوين الوطني. من جهته، شدد السفير الألماني بالرباط، مايكل ويتر، في تصريح مماثل، على أن أهمية التعاون بين بلاده والمملكة ، معتبرا أن موضوع الملتقى السنوي العاشر للعلاقات المغربية الأوروبية يمثل أحد المجالات ذات الاهتمام المشترك ويشكل فرصة لتحسين التعاون العلمي والتعاون بين الجامعيين والطلبة المغاربة والألمان. يشار إلى أن أشغال هذا الملتقى، الذي حضره أيضا ثلة من الباحثين والأكاديميين والجامعيين المغاربة والأجانب وشخصيات أخرى، ستتواصل يوم غد الثلاثاء بتنظيم جلستين للنقاش حول "محتوى جديد للتعاون الدولي في مجال البحث العلمي" و"نماذج جديدة للتعاون الدولي في مجال التربية والتقاسم".