ودعت مدينة الرباط، أول أمس السبت، فعاليات الدورة 13 لمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، المنظم من طرف جمعية "مغرب الثقافات" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. (سوري) وعلى وقع الكلمة الشعرية الجميلة، والإيقاع الخليجي الراقي، اللذين قدمهما "فنان العرب"، محمد عبده، في أبهى حلة على منصة النهضة، أسدلت الدورة 13 ستائرها، واعدة بدورة جديدة أكثر تشويقا وسحرا ونغما. وأبى "فنان العرب"، في آخر سهرات "موازين"، إلا أن يكون مسك ختام الدورة المذكورة، فلم يبخل على جمهوره بأجمل ما جادت به قريحة الشعراء العرب، من خلال ريبرتوار، تنوع بين القديم والحديث من أغانيه، فأمتع الحضور بأداء بعضها، وسحر في بعضها آخرين، خاصة عندما غنى قطعته الغنائية الشهيرة "الأماكن"، التي يحفظها المغاربة عن ظهر قلب. ولم يفت محمد عبده أن يهدي المغرب من جديد أغنيته "ودع اليأس"، التي يتغنى فيها بجمال المدن المغربية، وسبق أن قدمها أثناء مشاركته الأولى في مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، وتعاون من خلالها مع الشاعر السعودي إبراهيم خفاجي. ومثلما سحرتها روعة المغرب، سحرت النجمة الأمريكية أليسيا كيز جمهور منصة السويسي في حفل اختتام المهرجان بصوتها العذب، وإحساسها العالي الأداء، الذي أدت به أجمل أغانيها الهادئة والرومانسية. واختارت أليسيا أن يرافقها البيانو، الذي توسط المسرح، لتبرز موهبتها الاستثنائية في العزف على هذه الآلة، التي ارتبطت بها منذ سن الرابعة، وتؤكد حضورها القوي، الذي ألهب حماس الجمهور، بعد أداء أغنيتها الأولى "إمباير ستايت أوف مايند"، التي رأت النور في 2007، وتتغنى بمدينة نيويورك. ومن مسرح محمد الخامس بالرباط، بعثت الفنانة حياة الإدريسي تحية لروح كوكب الشرق، أم كلثوم، التي اختارت إدارة المهرجان الاحتفاء بها في آخر لياليه. واعتبرت الإدريسي أن مساهمتها في تكريم الراحلة أم كلثوم من خلال "موازين"، فخر واعتزاز كبير، مؤكدة أن أم كلثوم مازالت تحتفظ بمكانتها الفنية المرموقة، خاصة أن مبيعات ألبوماتها مازالت الأعلى إلى الآن، رغم مرور سنوات على رحيلها (1976). وعلى الضفة الأخرى من نهر أبي رقراق، احتفلت منصة سلا، باختتام حفلاتها مع نجوم الأغنية الشعبية، حميد السرغيني، ومصطفى بوركون، والداودية، الذين أشعلوا مسرح "موازين" بإيقاعات مغربية شعبية، رقص معها الجمهور إلى حدود ساعات الصباح الأولى.