حبست النجمة العالمية أليشيا كيز، بصوتها العذب وكلمات أغانيها الرومانسية، مساء أمس السبت، أنفاس الجمهور في اختتام فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمهرجان "موازين .. إيقاعات العالم". واستقبلت ابنة مدينة نيويورك، بقميصها الأسود المكتوب عليه اسم مدينتها بالأبيض، بوابل من التصفيقات، لتنطلق فصول أمسية استثنائية بدأتها النجمة الأمريكية بأغنية "نيويورك"، التي واكب أداءها عرض شريط فيديو تجول بجمهور موازين في حي "مانهاتن" انطلاقا من جسر بروكلين الشهير. وسافرت كيز بالجماهير الغفيرة التي حجت إلى منصة السويسي، في عوالم الرومانسية، بباقة من أغانيها الناجحة من قبيل "كارما"، و"يو دونت نو ماي نايم"، التي بدأتها بتجسيد مكالمة هاتفية مع حبيبها الذي لا يعرف حتى اسمها وأخبرته بتواجدها في المغرب وتطلعها لرؤيته في حفلها، مواصلة تألقها بأداء أغاني "ليسن تو يور هارت"، و"تراي سليبين ويذ أبروكن هارت"، و"ليميتدلس". وبدهاء جميل، أخرت الفنانة المتوجة ب12 جائزة غرامي المرموقة، أجمل أغانيها إلى الربع ساعة الأخير من الحفل، حيث أهدت الجمهور المتعطش للإيقاع الهادئ والكلمة المعبرة أغنيتها المفضلة "هاو كام يو دونت كول مي"، والتي انتهى أداؤها بارتفاع أضواء الهواتف النقالة منيرة سماء منصة السويسي، قبل أن تبشر بيوم جديد من الاحتفال مع أغنيتها "نيو داي"، وأغنيتها الأشهر "غورل أون فاير"، قبل أن تنهي عرضها بالطريقة ذاتها التي بدأت بها الحفل مع استبدال مدينة "نيويورك" أكثر من مرة ب "المغرب". واستعرضت كيز طوال الحفل موهبتها الفذة في مداعبة مفاتيح البيانو، الذي بدأت العزف عليه وهي في سن السابعة، كما عزفت على الدرامز، مثبتة أن مواهبها لا تتوقف عند الصوت الجميل والأداء الراقي والكلمات المعبرة. وكانت النجمة العالمية قد اعتبرت خلال ندوة صحفية بدار الفنون قبيل الحفل، أن ألبومها المقبل يعد أفضل عمل أنجزته حتى الآن في مسيرتها الفنية. وأوضحت، أن هذا الألبوم، الذي يعكس بشكل أكبر اهتماماتها وأهدافها ويفتح حوارا جديدا حول الأشياء التي تواجه الناس في عالم اليوم، سيفتح "صفحة جديدة" بالنسبة إليها. وأبرزت أن ألبومها القادم سيعود إلى روح موسيقى "السول" ويثبت أن هذا اللون الفني "مازال حيا"، معتبرة موسيقى "السول" أقرب إلى شعور منه إلى جنس موسيقي جامد، وأن أجمل ما فيه هو الإمكانية التي يتيحها للفنان للغوص في أعماق روحه وتمكين الناس من سبر أغوار أرواحهم. وحول أهم خاصية لمستها خلال زيارتها الثانية للمغرب، بعدما كانت حاضرة في دورة موازين لسنة 2009، قالت أليشيا إنها وجدت سحرا رائعا في المكان، وحضورا قويا للتاريخ، وهو ما يبرز، بحسب الفنانة الامريكية، العمل الهائل الذي أنجز في الماضي وغنى ما يمكن التعرف عليه حول البلد. وأشارت إلى أن المشاركة في المهرجانات تعد بالنسبة إليها فرصة للاسترخاء والتقاط الأنفاس والتعرف على أماكن وأناس جدد، عكس الجولات الفنية التي تتسم ببرنامجها الصارم والتي عادة ما تدوم لأشهر طويلة. من جهة أخرى، أعربت كيز عن فخرها بالمشاركة في آخر عمل للفنانة العالمية الراحلة ويتني هيوستن، مبرزة أن سعادتها كانت كبيرة بالعمل وببناء علاقة صداقة وأخوة مع شخصية شكلت بالنسبة إليها وباقي فناني جيلها مثلا أعلى. وفي معرض ردها على سؤال بخصوص متطلبات الصناعة الموسيقية اليوم وجنوحها نحو تقديم جسد المرأة على حساب موهبتها الفنية، رأت أن هذا التوجه الذي تعزز بشكل لافت خلال الخمسين سنة الماضية يعد سمة مشتركة مع باقي الصناعات الأخرى التي تركز على الصورة، مشددة على أن "أساليب التحايل عمرها قصير، وأن الموهبة هي التي تدوم". وتعتبر الفنانة أليشيا كيز علامة بارزة في سماء موسيقى "السول" و "آر أند بي"، حيث باعت أزيد من 30 مليون أسطوانة ، علاوة عن احتلالها للمرتبة الخامسة في تصنيف أحسن مغنيي أسلوب "آر أند بي" و أسلوب "الهيب هوب". بالإضافة إلى الغناء، تمتلك هذه الفنانة، البالغة من العمر 32 سنة، موهبة استثنائية في العزف على آلة البيانو، حيث احتل أدائها خلال حفل "إم تي في آنبلاغد" سنة 2005، المرتبة الأولى في تصنيف بيلبورد ليظل الأداء الأكثر مبيعا في تاريخ هذا الحفل.