انطلقت، اليوم الأربعاء في بكين، فعاليات منتدى التعاون الصيني العربي بمشاركة حوالي 200 ضيف من الصين والبلدان العربية، من بينهم وفد مغربي يترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون،السيد صلاح الدين مزوار. وسيركز المنتدى، هذه السنة بشكل أساسي، على بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الÜ 21 وتعزيز التنمية المتبادلة. وتعول الصين، التي تولي أهمية خاصة لمنتدى التعاون الصيني العربي، أن تشكل الدورة محطة جديدة للدفع بعلاقات التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وتأكيدا لهذه الأهمية سيترأس الرئيس شي جين بينغ افتتاح المنتدى وسيلقي كلمة بالمناسبة. وتصادف دورة هذه السنة من المنتدى الذكرى العاشرة لتأسيسه. وكان المنتدى قد أحدث، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني السابق، هو جين تاو، إلى مقر الجامعة العربية بالقاهرة في 2004. وكان أعلن هو، بمناسبة تلك الزيارة، عن رغبة بلاده في إقامة شراكة جديدة مع البلدان العربية، مبنية على أساس الاحترام والنفع المتبادلين، والتأسيس لعلاقات وطيدة، على المستويين التجاري والاقتصادي، مع العمل على توسيع التبادل الثقافي وتعميق التعاون المشترك حول القضايا الدولية. ومن المنتظر أن يلقي مزوار، الذي يترأس المغرب في أعمال الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون العربي الصيني، كلمة باسم المغرب، وأخرى بصفته رئيسا للدورة الÜ 141 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري. وسيجري وزير الشؤون الخارجية والتعاون مباحثات، اليوم الأربعاء، مع وزير الخارجية الصيني السيد وانغ يى، كما سيترأس الاجتماع التنسيقي لوزراء الخارجية العرب وجلسة العمل الثانية للمنتدى العربي الصيني، عن الجانب العربي. وكان وزير الخارجية الصيني قد أعلن، في وقت سابق، أن الصين والدول العربية سيكشفان، خلال المؤتمر، عن سلسلة من التدابير للارتقاء بالعلاقات الثنائية. وأوضح في مقال، نشرته وكالة (شينخوا) للأنباء، أن الجانبين سيتبنيان "إعلانا وخطة عمل للفترة ما بين 2014 و2016 وخطة تنمية للفترة ما بين 2014 و2024". وقال إن بلاده "ترغب في تعزيز التعاون مع الدول العربية في القطاعات التقليدية مثل الطاقة والمبادلات التجارية والبنية التحتية والقطاعات الناشئة، مثل الطاقة النووية والفضاء والطاقات الجديدة، من منظور مشاطرة فوائد التنمية وتعزيز الرخاء المشترك". وحسب إحصائيات صينية رسمية، فإن الصين تعد ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية، وأكبر شريك تجاري لتسع منها. وعلى مدار العقد الماضي ارتفع حجم المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية من 25,5 مليار دولار إلى 239 مليار دولار. وارتفع حجم واردات الصين من النفط الخام من الدول العربية، خلال العقد الماضي، من 40,6 مليون طن إلى 133 مليون طن. وزادت قيمة العقود الهندسية الجديدة التي وقعتها الشركات الصينية بالبلدان العربية من 2,6 مليار دولار، سنويا إلى 29,1 مليار دولار. كما ارتفعت الزيادة السنوية في الاستثمارات المباشرة، غير المالية للشركات الصينية في البلدان العربية من 17,2 مليون دولار إلى 4,2 مليار دولار.