تحتضن مدينة تيانجين الساحلية (160 كلم شرق بكين) غدا الخميس وبعد غد الجمعة، الدورة الرابعة للاجتماع الوزراي لمنتدى التعاون العربي الصيني، تحت عنوان "تعميق التعاون في كافة المجالات وتحقيق التنمية المشتركة"، بمشاركة المغرب. ويرأس المؤتمر، الذي من المتوقع أن يفتتح أشغاله رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو، كل من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية الليبي موسى كوسا الى جانب وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشى. وسيبحث المنتدى ويصادق على الإعلان المشترك عن إقامة علاقات التعاون الاستراتيجي بين الدول العربية والصين، بالإضافة الى البرنامج التنفيذي للتعاون القطاعي بين الجانبين خلال الفترة الممتدة من 2010 الى 2012. كما سيتم التوقيع على عدة مذكرات تعاون، من بينها واحدة حول التعاون في مجال الترجمة وتبادل نشر الكتب العربية والصينية لتعميق الصلات الثقافية. ويعد المنتدى العربي الصيني، واحدا من أهم آليات التعاون العربي الدولي جنبا الى جنب مع منتديات التعاون العربي التركي والعربي الهندي والعربي الياباني. وسيشهد مؤتمر تيانجين مناقشات بشأن العلاقات الصينية العربية، ودعم بناء المنتدى والتعاون الفعال بين الجانبين والقضايا العالمية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما يستعرض الاجتماع مسيرة علاقات الصداقة الصينية العربية، وتحديد الأولويات والإجراءات المفصلة لتعزيز التعاون الجماعي بين الصين والدول العربية. وحسب وزارة الخارجية الصينية، فإن الجانبين العربي والصيني سيسعون خلال هذا المؤتمر لبحث "تطوير علاقاتهم ورفعها الى مستوى استراتيجي"، معتبرة أن "الصين والبلدان العربية جميعها دول نامية وتربطها علاقات صداقة متينة، وترى أنه من مصلحتها الحيوية إقامة شراكة استراتيجية في ما بينها، بما يدعم تعاونهما المستقبلي بشكل أكبر في شقه السياسي والاقتصادي والثقافي، ومن شأن ذلك أيضا أن يساعد في تقوية التضامن والتعاون بين البلدان النامية، والحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم".كما تعتبر الصين أن إقامة الشراكة الاستراتيجية "يمثل طموح وتطلعات الطرفين". وتوجد في إطار المنتدى عشرة آليات للتعاون تتعلق بمجالات مختلفة، من بينها الطاقة والثقافة والإعلام والتعليم، وتعقد في إطار المنتدى مؤتمرات منتظمة حول التعاون الاعلامي وحوار الحضارات ومؤتمر رجال الأعمال والندوة الاستثمارية، ومؤتمر تعاون الطاقة ومهرجان الفنون والثقافة الذي أصبح بدوره موعدا هاما للتبادلات بين الطرفين. وعلى الصعيد التجاري، تعرف العلاقات بين الطرفين تطورا كبيرا للغاية، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للعالم العربي، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين تقريبا 110 مليارات دولار في عام 2009، مسجلا تراجعا عن سنة 2008 بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو مستوى أعلى بمقدار مائة مرة عما كان منذ ثلاثين عاما. وكان حجم التجارة العربية الصينية، خلال العام 2007 على سبيل المثال، نحو 4ر86 مليار دولار. وفي العام 2008 قفز إلى 8ر132 مليار دولار، وتجاوزت الصين حينها لأول مرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصبح أكبر شريك تجاري للعالم العربي. ويبلغ معدل النمو السنوي للتجارة بين الطرفين منذ تأسيس المنتدى أكثر من 36 في المائة، ففي عام 2004 لم تتجاوز تجارة الطرفين 7ر36 مليار دولار. وعلى الصعيد السياسي فإن الصين تحترم وتدعم جهود الدول العربية في اختيار طرق تنموية تتفق مع ظروفها الوطنية بإرادتها المستقلة وترفض ربط الإرهاب بشعب أو دين بعينه، وتؤيد الحقوق العربية المشروعة خصوصا في فلسطين فيما تدعم الدول العربية قضايا الصين خصوصا المتعلقة بسيادتها ووحدة أراضيها. وقد أصدرت القمم العربية واجتماعات وزراء الخارجية العرب في السنوات الأخيرة قرارات، خاصة ل"تعزيز العلاقات مع الصين" أكدت مرات على التزامها بسياسة الصين الواحدة، مشيرة إلى أن التشاور السياسي والتنسيق الذي قام به الجانبان حول العلاقات الصينية العربية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك في إطار آليات الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين قد ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة بين الجانبين وإرساء أسس سياسية متينة للتعاون المتبادل المنفعة في كافة المجالات. وتأسس منتدى التعاون العربي الصيني في 30 يناير 2004 في القاهرة إثر زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو لمقر الجامعة العربية، كمنتدى لتعزيز الحوار والتعاون والتنسيق بين الطرفين في شتى المجالات وعقدت دورته الأولى في القاهرة في سبتمبر 2004 بينما عقدت الدورة الثانية في بكين 2006 ، وفي 21 ماي 2008 عقد الاجتماع الثالث للمنتدى في المنامة.