احتضنت الدارالبيضاء، على مدى ثلاثة أيام، مرحلة جديدة من برنامج التكوين الخاص بالنساء الرائدات، الذي تنظمه جمعية الأعمال المتوسطية بشراكة مع الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب، وفيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، والمؤسسة الألمانية "هنريش بول". ويستفيد من هذا المشروع نساء يمثلن المغرب والجزائروتونس وبلجيكا (راعية البرنامج التكويني)، في إطار المرحلة الثالثة من هذا التكوين، بعد مرحلة تونس في مارس وبروكسيل في ماي، الماضيين، ليحل بالدارالبيضاء، قبل مرحلتي الجزائر في أكتوبر المقبل، وبروكسيل في دجنبر 2014. وستلقى الرائدات تأطيرا من طرف عدد من المدربين والمختصين في التنمية البشرية، والمشاركة بشهاداتهن حول تجربتهن ودورهن في تدبير الشأن المحلي، سواء في العمل السياسي، أو انخراطهن في المجتمع المدني، في إطار ورشات وجلسات تتطرق إلى سياق الحركة النسائية، التي تسعى إلى خلق جيل جديد من النساء الفاعلات سياسيا على الصعيد الوطني والمحلي. وقالت سيمون سوسكيند، النائبة البرلمانية البلجيكية ورئيسة الأعمال المتوسطية، التي تشرف على البرنامج، إنها "مناسبة جديدة يتواصل فيها اللقاء بين النساء المغاربيات "رائدات الغد"، وهن يتطلعن إلى تمثيل حركة نسائية شابة، لها إرادة وجرأة في اتخاذ القرارات والمبادرات، من شأنها أن تسقط عن المرأة حجر الرجل على أفكارها ومؤهلاتها". وأضافت سوسكيند، خلال لقاء صحفي عقد أمس الجمعة، بحضور السفير والقنصل العام البلجيكي، إن هذا البرنامج أبان عن مؤهلات المرأة المغاربية، وهي تطمح للتغيير من خلال التزامها في مختلف المواقع التي تمكنها من المشاركة الفعالة، معبرة عن أملها في أن يساهم البرنامج في تقديم الوسائل الملائمة للتكوين والرقي بمستوى النساء الفاعلات، حتى يؤدين واجبهن على أكمل وجه، ويتمكن من مواجهة كل المعيقات الاجتماعية والاقتصادية التي مازالت تعترض طريقهن. من جهته، عبر السفير البلجيكي عن ارتياحه لهذا الملتقى التكويني الذي قال إنه بلغ مرحلته الثالثة في ظروف من التميز والإرادة، لأن تحقق النساء رهان المشاركة في إرساء قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرا إلى دعم السفارة البلجيكية للبرنامج التكويني "نساء رائدات الغد" بلغ 80 مليون درهم، ومذكرا بدعم عدد من المشاريع، التي تخول للمرأة الاندماج في محيطها، وهي مشاريع تنموية لعدد من الجمعيات التي تعنى بالنساء والفتيات في مناطق معينة من أنحاء المغرب. ونوهت فوزية العسولي، رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، بدور السفارة البلجيكية، ومرافقتها لهذا "النوع من النضال، الذي يعزز مكانة المرأة وتجربتها في فترة يعرف فيها العالم والمنطقة المغاربية حراكا جديدا من أجل الحرية والانعتاق"، موضحة أن هناك رهانات كثيرة تواجهها المرأة المغاربية، و,انالبرنامج من شأنه تعزيز إرادة وقدرات النساء في المشاركة وفي النضال من أجل المساواة وحضور وازن في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية. وذكرت مليكة جغيمة، رئيسة الجمعية المغربية لنساء المغرب (مكتب الدار البيضاء)، بنقط التقاء المغاربيات في كثير من المبادئ والأسس، داعية إلى العمل والتركيز على ما يمكن فعله بشكل مشترك، معتبرة ان البرنامج سيحقق للنساء المغاربيات هذا الهدف. وكانت المشاركات العشرون في هذا البرنامج مرفوقات بخبراء وخبيرات في التدريب على التنمية الذاتية، استفدن من حلقات عقدت خلال ثلاثة أيام وتمحورت حول حقوق النساء، وكيفية الإقناع والنقاش في العمل السياسي، وتطوير الكفاءات في مجال التواصل، والتأسيس لمشروع ذاتي، والنساء وحقوق الإنسان، واستراتيجية اقتحام مراكز القرار، وإمكانية تشكيل شبكات نسائية، ثم استعراض لنضالات الحركة النسائية من أجل إعمال الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحة التمييز المبني على النوع وتحقيق المساواة