ركزت أشغال المؤتمر المغاربي الحادي عشر لأمراض الدم، الذي انطلق أمس الجمعة بمدينة أكادير، من تنظيم الجمعية المغربية لأمراض الدم، على مناقشة مرض الغدد اللمفاوية وسرطان الدم النخاعي الحاد، اللذين يشكلان العديد من المشاكل في التكفل بجميع الدول المغاربية. وسيتدارس المشاركون آخر المستجدات التشخيصية والعلاجية المتعلقة بهذه الأمراض، التي تصيب 5 آلاف حالة جديدة كل سنة في المغرب، والتعرف على مستجدات التخصص، لتحديد أسس استراتيجية للتكفل المناسب والفعال بالمرضى، حسب التوصيات الدولية، ومناقشة جديد العلاجات المبتكرة في مكافحة أمراض سرطان الدم. وسيناقش التقنيات الجديدة أكثر من 300 فاعل طبي وشبه طبي من المغرب العربي ومن العديد من دول أوروبا، مع مشاركة أطباء أمراض الدم وبيولوجيين واختصاصيين في علم الأمراض وممرضون، للخروج بتوصيات مناسبة للدول المغاربية، قصد تحسين التكفل بالمصابين في البلدان المذكورة. وأفاد الحسين مهمال، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الدم، أن المؤتمر يسعى إلى رصد وضعية انتشار أمراض الدم من نوع "اللوكيميا" واللمفوم الجلدي" في البلدان المغاربية، لوضع أرضية مشتركة لاحتواء الداء، وتوفير طريقة العلاج والوقاية من تطوره. وأوضح مهمال، في تصريح ل"المغربية"، أن علاج الأمراض المذكورة "يواجه بإكراهين، يرتبط الأول بضرورة رفع كفاءة وخبرة الأطباء المتخصصين في مجال التشخيص، لضمان رفع فرص الرصد المبكر للإصابة بالداء والشروع سريعا في العلاجات قبل تطور وتقدم المرض"، وربط "الإكراه الثاني بالعلاجات الموجهة للداء، التي يجب أن توظف بطريقة عقلانية، ما يستدعي استفادة الأطباء من التكوين المستمر في المجال". وذكر أن التشخيص الدقيق من قبل طبيب أخصائي، منذ بداية ظهور المرض، له أهمية كبيرة لوصف العلاج المناسب، لخصوصية كل صنف من سرطانات اللمفوم، التي ينبغي أن يجري علاجها من قبل فريق يتوفر على خبرة وكفاءة. ويكتسي التداول حول جديد علاجات أمراض سرطان الدم أهمية بالغة، بالنظر إلى أن الاستفادة من التقنيات الجديدة تساعد على خفض عدد الوفيات بالداء والإصابة بالأمراض المرتبطة بالتشخيص المبكر، والنقص من التكاليف المعيقة للصحة. ويركز المؤتمر على مناقشة جديد علاجات أورام الغدد اللمفاوية وسرطان الدم، والعديد من أشكال السرطان التي تشكل مشكلة على الصحة العامة، مع برمجة العديد من الورشات، ستعالج التطلعات المستقبلية في مجال التكفل بمرض الغدد اللمفاوية والمسامية، وتكوين الممرضين بخصوص طرق تدبير علاج مرجعي. يشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الدم تأسست سنة 2003، بحيث تهدف إلى تشجيع تطور أمراض الدم ودعم البحث والتبادل وإشراك جميع المعنيين، إذ تساهم بتطوير البروتوكولات في مجال التكفل العلاجي، وفي انجاز توصيات بخصوص ممارسة طب أمراض الدم، والتدخل لدى الهيئات والأجهزة الوصية، والإدلاء بآرائها في المواضيع المتعلقة بالبحث في أمراض الدم.