كشفت الجمعية المغربية لأمراض الدم، في آخر إحصائياتها بمناسبة إحياء اليوم العالمي لسرطان اللمفوم، أن هذا المرض يصيب سنويا أزيد من 2000 شخص بالمغرب ويموت أكثر من 200 ألف شخص كل سنة في العالم نتيجة مضاعفاته. وأكدت البروفيسور قصار، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الدم ومنسقة الفريق المغربي لدراسة سرطانات اللمفوم، في لقاء علمي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بالدار البيضاء أن الجهل بالمرض يحول دون كشف أعراضه بوضوح، ويعقد التشخيص المبكر لسرطانات اللمفوم، رغم كون هذا التشخيص المبكر يشكل عاملا لتحسين العلاج. وأضافت أن التركيز ينصب على التشخيص المبكر رغم أن الوصول إلى المنتجات العلاجية يبقى جد محدود بسبب قلة البنيات المتخصصة، وإذا لم تتم معالجتها، تتابع القصار، فإن بعض سرطانات اللمفوم يمكن أن تسبب الوفاة في ظرف أقل من ستة أشهر. وحول تعامل الهيئات الوصية مع هذا المرض تصرح القصار بإن «خطة عمل فعالة وشاملة لا يمكن تصورها إلا في إطار متعدد القطاعات، يشمل الوزارات والمنظمات غير الحكومية ومهنيي الصحة في القطاعين العام والخاص». وأنشأت الجمعية المغربية لأمراض الدم التي تأسست سنة 2004 «الفريق المغربي لدراسة اللمفومات»، ووضع هذا الفريق من بين أهدافه إنشاء سجل لسرطان الغدد اللمفاوية، وتحديد استراتيجية لتولي هذه السرطانات التي يمكن علاجها في كثير من الأحيان، وإجراء البحوث السريرية والأنشطة البيولوجية، ويضم من بين أعضائه اختصاصيين في أمراض الدم، أطباء أطفال، مختصين في الطب الداخلي، اختصاصيين في علم الأحياء، اختصاصيين في أمراض السرطان، ومختصين في الطب الإشعاعي. تتمثل أعراض سرطان اللمفوم في الإرهاق والحمى، لا يتم تفسيرها بشكل جيد، بل أحيانا يتم تجاهلها ويبقى علاج كل صنف من سرطانات اللمفوم خاصا، حيث يتم في مركز متخصص من طرف فريق مهيأ للتكفل بعلاج هذا النوع من الأمراض. ويؤثر سرطان الغدد اللمفاوية الذي يعد أحد أنواع سرطان الدم على الجهاز اللمفاوي، وأسبابه الحقيقية لا تزال مجهولة حتى هذا اليوم ويتميز بانتشار خبيث للخلايا اللمفاوية التي تتسلل إلى سائر أعضاء الجسم، وهو يمثل السرطان الثالث الأكثر شيوعا لدى الاطفال والإصابات به لم تتوقف عن التزايد في السنوات الأخيرة. فعلى سبيل المثال، سرطان الغدد اللمفاوية غير الهودشكينية، وهو أحد أنواع هذا السرطان، قد شهد نموا متصاعدا بنسبة 80 ٪ منذ سنوات السبعينيات من القرن الماضي فيما يظل سبب هذه الزيادة غير معروف، ويعاني مليون مريض في العالم على الأقل من سرطان الغدد اللمفاوية. هناك ما لا يقل عن 30 نوعا من سرطان الغدد اللمفاوية والتى يمكن تصنيفها إلى فئتين رئيسيتين: مرض الهودشكين وغير هودشكين إلى السرطان الغدد اللمفاوية. وبخلاف الفئة الثانية، مرض الهودشكين نادر جدا، وفي الواقع، لا يمثل سوى حالة واحدة من 7 حالات كشف عن سرطان الغدد اللمفاوية.