كشفت الجمعية المغربية لأمراض الدم أن عدد المغاربة المصابين بسرطان الدم يبلغ 2000 حالة سنويا، وأن نسبة الشفاء تبلغ الآن أكثر من 70 في المائة بين المصابين، وذلك باستخدام التقنيات الجديدة للعلاج. ويعتبر سرطان الدم أو ما يسمى ابيضاض الدم أو اللوكيميا من أكثر الأمراض شيوعا في المغرب، وأكثر ما يصيب الأطفال، ويأتي في المركز الثالث بعد سرطان الثدي بالذات لدى النساء وسرطان الكبد بالذات عند الرجال. ويصيب سرطان الدم النسيج المسؤول عن إنتاج الدم في الجسم لدى الطفل المصاب بهذا المرض، إذ يتم إنتاج كميات كبيرة من خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية والتي لا يمكنها القيام بواجباتها الطبيعية في الدفاع عن الجسم بالتخلص من الالتهابات. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الخلايا غير الطبيعية تحد من قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء الضرورية في حمل الأوكسجين وإيصاله إلى مختلف أنسجة الجسم وأعضائه. كما أن إنتاج خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية هذه يحد أيضا من إنتاج الأجسام الصفيحية المسؤولة عن تخثر الدم وإيقاف النزيف عند حدوث جرح ما. ومن المؤسف القول إن عدم معالجة هذه الحالة المرضية الخطيرة يؤدي إلى الوفاة الحتمية، وفي أمريكا يصاب 1.2 مليون شخص سنوياً بجميع أنواع السرطانات، منهم 500 ألف يموتون كل سنة. وتسعى الجمعية المغربية لأمراض الدم منذ سنة 2004 إلى تطوير علم التكفل بأمراض الدم، وتشجيع البحث والتبادل في مجال أمراض الدم، وإشراك الأفراد والمجموعات التي تهتم بعلم أمراض الدم. وتقود الجمعية غير الحكومية، التي توجه كافة أنشطتها للتكوين الأولي والمستمر في مجال أمراض الدم، مجموعة من الأنشطة في هذا المجال. وتعمل الجمعية على المطالبة بتحسين التغطية الصحية لدى المصابين بهذا الداء القابل للعلاج، على الأقل بالنسبة إلى نصف حالات الإصابة، وذلك يحتاج إلى وضع برنامج وطني لمحاربة اللمفوم، ويقوم بالأساس على التشخيص المبكر وتحسين التكفل العلاجي الطبي. وتصوغ الجمعية حاليا توصيات حول شروط الاشتغال في مجال أمراض الدم وتتدخل لدى مؤسسات الوصاية واتخاذ القرار في ما يتعلق بكل موضوع يهم هذه الأمراض. ويمثل داء اللمفوم ثالث سرطان لدى الأطفال، ولم تتوقف وتيرة حدوثه عن الارتفاع في السنوات الأخيرة. ويوجد 30 صنفا من اللمفومات التي يمكن تصنيفها في فئتين أساسيتين وهما مرض هودشكين، واللمفومات غير الهودشكينية.