يبلغ عدد الأطفال المصابين بداء السرطان في المغرب سنويا 1500 حالة جديدة، من المسجلين في مراكز علاج الأمراض السرطانية لدى الأطفال. في حين تفتقر وزارة الصحة إلى سجل وطني، يحصر العدد الإجمالي للإصابات، بما فيها الموجهة إلى القطاع الخاص، حسب ما أفاده أطباء اختصاصيون، أعضاء الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال، خلال لقاء تواصلي حول الموضوع. وتظل نسبة الإصابة بالسرطان بين الأطفال في المغرب ضئيلة، إذ تتراوح ما بين 1 و3 في المائة، مقارنة بما يسجل بين فئة الكبار، إذ يسجل المغرب، إصابة ما بين 35 ألفا و50 ألف مصاب جديد بالسرطان، سنويا، حسب تقديرات الدراسة الميدانية الأولى في المغرب حول مرض السرطان، التي أنجزتها جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان. وأوضح المتخصصون في علاج سرطانات الأطفال، الذين تدخلوا، خلال اللقاء الذي عقدته الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال (SMHOP)، بمناسبة إعلانها عن تنظيم مؤتمرها الثامن، الشهر المقبل، في الرباط، أن من إكراهات التكفل العلاجي بالأطفال المرضى، صعوبة الكشف المبكر عن الداء، بسبب جهل العديد من أطباء الأطفال والأطباء العامين لعلامات الإصابة بالداء، ما يعسر توجيه المصابين الصغار مبكرا إلى المتخصصين في أنكولوجيا الأطفال، علما أن سرطانات الأطفال مضمونة الشفاء بنسبة تصل إلى ما بين 90 إلى 100 في المائة، كلما كان التشخيص مبكرا، حسب ما أكد عليه المتخصصون ذاتهم. ويفيد الاختصاصيون في الداء أن من أكثر السرطانات انتشارا بين الأطفال في المغرب مرض "اللوكيميا" بنسبة 50 في المائة، يليها سرطان الغدد اللمفاوية بنسبة 45 في المائة، وهو أنواع اللمفوم "الهدجكيني" واللمفوم "غير الهدجكيني"، وهو مرض يمكن الشفاء منه لدى 80 في المائة من الحالات، نتيجة لما عرفه علاج المرض من ثورة حقيقية منذ 5 سنوات، بوصول أدوية المضادات الجسمية، التي تعتمد على تقنيات علم الجينات. ومن الأمراض الأقل انتشارا سرطان الكلية والعظام والعيون والعضلات والجهاز العصبي، ليبقى التشخيص المبكر العلاج الوقائي الأول لعدم توفر معلومات حول أسباب الإصابة. يشار إلى أن الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال (SMHOP) تعقد مؤتمرها الثامن، منذ أمس الخميس (19 أبريل)، ويستمر إلى غاية يوم غد السبت (21 أبريل)، بمركز المؤتمرات محمد السادس في الرباط، تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة سلمى، بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لإنشاء كلية الطب والصيدلة بالرباط. ويعد المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات في أمراض الدم والسرطان عند الأطفال بين خبراء وطنيين ودوليين، للنقاش حول إشكالات التكفل العلاجي، والتداول حول جديد العلاجات الطبية، إذ تعتبر الجمعية المؤتمر حدثا بارزا في إطار التكوين المستمر، حسب ما كشفت عنه البروفيسور ليلى حسيسن، رئيسة الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال، خلال لقاء صحفي نظم بالمناسبة، مساء أول أمس الأربعاء، في الدارالبيضاء. وتقترح الدورة الحالية للمؤتمر تزويد المشاركين بأحدث التقنيات التشخيصية والعلاجية المتقدمة في هذين التخصصين الطبيين، وتقديم تحليلات نقدية للخبرات الوطنية، والتطورات الأكثر ابتكارا في مجال تحمل فقر الدم اللاتنسجي وتوقف النمو العضلي عند الطفل، إلى جانب النقاش حول العلاجات المخففة لأمراض السرطان عند الأطفال، بغية تسليط الضوء على الخصائص المرتبطة بالأطفال في هذا المجال. وينضاف إلى ذلك، تنظيم ورشة حول التشريح المرضي لأورام المخ، ودورة للممرضات، ستناقش فيها المواضيع المتعلقة بعلاقات الآباء المعالجين، الأخلاق والجودة، مع تنظيم لقاء علمي، سيجري خلاله عرض الإطار التنظيمي للأدوية البيو مماثلة من طرف البروفيسور "سيلفي هانسيل إيستيير"، أستاذة الصيدلة السريرية الاستشفائية بالمركز الاستشفائي الجامعي الجهوي بمونبوليي. وتطرق المشاركون في اللقاء إلى صعوبات علاج الأطفال المصابين بالسرطان، موازاة مع بعدهم عن مراكز العلاج، وغياب عدد من الأدوية الأساسية لعلاجهم، أو نفاذ مخزونها، ما يضطر الأطباء المعالجين إلى تغيير طبيعة البروتوكول العلاجي، الشيء الذي يؤثر على جودة العلاج. يشار إلى أنه من برامج المؤتمر تكريم البروفيسور فوزية المسفر العلوي، مؤسسة الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال، وتنظيم حفل تأبين الأستاذة لمياء كانوني.