بتنسيق مع جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان، نظمت جمعية "سفير السلام"، قافلة طبية للكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدي، استفاد منها 210 نساء، تتراوح أعمارهن ما بين 45 و60 سنة، ينتمين إلى الطبقات الاجتماعية المعوزة. البروفيسور عبد اللطيف بن ايدار يستقبل النساء المستفيدات من القافلة الطبية (خاص) وحطت القافلة الطبية الرحال في مقر المركب الاجتماعي عمر الخطاب بعمالة الفداء درب السلطان، حيث خضعت نساء، لم يسبق لهن أن خضعن لأي تشخيص طبي على الثدي، بسبب حالتهن الاقتصادية، التي لا تسعفهن لتحمل النفقات المالية لذلك. وتمكنت النساء المستفيدات من الخضوع لحصص كشف مبكر بواسطة جهاز "الماموغرافي" من قبل أطباء اختصاصيين في علاج الأمراض السرطانية بمركز الأنكولوجيا، التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء. وتكشف الخلاصات الأولى للقافلة عن حاجة 42 سيدة إلى تشخيصات مضادة بواسطة جهاز الماموغرافي، و26 حالة مشكوك في إصابتها بسرطان الثدي، أحيلت للخضوع لجهاز "الايكوكرافي مامير"، بينما أحيلت حالات أخرى على الأطباء. وشارك في العمل الجمعوي 30 طبيبا و10 ممرضات، يتمتعون بخبرة واسعة في مجال تخصصهم، أمثال البروفيسور عبد اللطيف بن ايدار، رئيس مركز أنكولوجيا الدارالبيضاء، وأستاذ كلية الطب والصيدلة في الدارالبيضاء، وعضو المجلس الإداري بجمعية للا سلمى، والبروفيسور فتيحة الصديكي، طبيبة متخصصة في الفحص بالأشعة، والبروفيسور حميد الفكاك، متخصص في جراحة الكلي والمسالك التنفسية. وأوضح عمر الشرقاوي، رئيس جمعية "سفير السلام"، في تصريح ل"المغربية"، أن الجمعية اعتادت على تنظيم حملات تشخيص حول داء السرطان، إلا أنها كانت تركز على سرطان البروستات لدى الرجال، وبالنظر إلى تزايد انتشار سرطان الثدي بين المغربيات، أرجأت الجمعية تخصيص حملات الكشف المبكر عن هذا الداء، تجنبا لبلوغ المصابات إلى مراحل متقدمة من المرض. وتحدث الشرقاوي عن أن تزايد اكتشاف الداء وسط النساء اللواتي يفوق سنهن 40 سنة، كان وراء تحديد الجمعية للفئات المستفيدة، بين النساء اللواتي يتراوح عمرهن بين 45 و60 سنة، سيما أن كثيرا من هؤلاء النساء لا يصلن إلى الطبيب إلا في مراحل متأخرة من المرض، استنادا إلى أن الداء من الأمراض الصامتة، التي لا تظهر أعراضها إلا في مراحل متأخرة من الإصابة. وأشار إلى أن اختيار الكشف المبكر عن داء سرطان الثدي، يعود إلى أن عددا من النساء لا يبالين بالنتوءات والأورام "الولسيس" التي يتلمسنها على أثدائهن، ويعتبرنها عادية. وأكد رئيس الجمعية ذاته أن الحملة تتوخى لفت انتباه النساء وحثهن على الكشف المبكر، قبل أن يبلغ المرض مرحلة خطيرة، لوقف الجهل بهذا النوع من السرطان، الذي ما تزال المعلومات عنه غير كافية لدى شريحة من النساء، ما يساهم في استفحاله، جراء التأخر في التشخيص، علما أن 90 في المائة من الإصابات بداء سرطان الثدي في المغرب يمكن علاجها إذا اكتشفت في مراحلها الأولى، لتوفر الأدوية المعالجة للمرض، وللإمكانات المتوفرة لتوزيع كميات منه بشكل مجاني على النساء المعوزات، اللواتي لا يستفدن من عملية التكفل أو التغطية الصحية. يشار إلى أن سرطان الثدي يصيب ما بين 12 إلى 15 ألف امرأة في المغرب، سنويا، 50 في المائة منهن يحتجن إلى بتر أثدائهن المصابة لوقف انتشار المرض، حسب تقديرات أطباء اختصاصيين، في ظل غياب إحصاءات وطنية مضبوطة، علما أن عدد الإصابات بالسرطان في المغرب، بشكل عام، يقدر ب50 ألف حالة جديدة كل سنة، منها أزيد من ألف حالة في صفوف الأطفال. وتكمن خطورة الداء في المغرب، في أنه يهدد 3 ملايين مغربية، من اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 38 و40 سنة، إذ أن 21.3 في المائة من المصابات بسرطان الثدي تحدد أعمارهن في 40 سنة، بينما يصيب امرأة من بين 8 مغربيات، علما أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن 78 في المائة من حالات الإصابة بسرطان الثدي تحدث بعد بلوغ المرأة سن الخمسين.