تمكنت مصلحة الشرطة القضائية بأمن القنيطرة، خلال الأسبوع الجاري، من حل لغز جريمة قتل الطفل حسام الريوي (13 سنة)، الذي كان عثر على جثته بواد سبو، بعد اختفاء دام حوالي أسبوع، في غشت 2013. وأفادت مصادر أمنية أن التحقيقات المعمقة للشرطة القضائية مكنت من إيقاف المتهم بقتل الطفل، وتبين أنه من مواليد 1986، يقطن بالحي حيث يقطن الضحية، مشيرة إلى أنه اعترف للمحققين باستدراج حسام إلى ضفاف الوادي بضواحي المدينة، ومحاولة هتك عرضه، بيد أن المقاومة الشرسة من طرف الطفل، رغم صغر سنه، جعلته يطبق على رقبته ويخنقه، قبل أن ينهال عليه بحجر كبير على رأسه، ويرديه قتيلا. وذكرت المصادر ذاتها أن المتهم قال للمحققين إنه عمل على التخلص من جثة الضحية، برميها في بالوعة للصرف الصحي تصب مباشرة في الوادي، ثم أحرق ملابسه وسط الأعشاب الثانوية المنتشرة بالمنطقة، ثم اختفى عن الأنظار من الحي. وأحيل المتهم، بعد استكمال التحقيق معه، مساء أول أمس الأربعاء، على قاضي التحقيق باستئنافية القنيطرة، الذي أمر بإيداعه السجن بتهمة "القتل العمد، ومحاولة هتك عرض قاصر". وكانت أسرة الطفل سجلت شكاية لفائدة العائلة، تفيد باختفاء حسام في ظروف غامضة، يوم 22 غشت 2013، بعدما غادر منزل الأسرة حوالي 11 مساء، إثر خروجه لقضاء بعض مآرب والدته من بقال الحي. وباشرت مصالح الأمن تحقيقاتها لمعرفة ملابسات ظروف الاختفاء، وذهبت الفرضيات في اتجاه اختطاف الطفل من أجل استغلاله في عمليات الشعوذة واستخراج الكنوز نظرا لأنه "زوهري". ويوم 30 غشت 2013 لفظ النهر جثة الضحية، التي نقلت إلى مركز الطب الشرعي قصد التشريح وتعميق البحث. ورافقت عملية اختفاء الطفل والعثور على جثته وقفات احتجاج من قبل فعاليات المجتمع المدني، إلى جانب أسرته، التي سجلت شكاية لدى مصلحة الشرطة القضائية بالقنيطرة، تتهم فيها بشكل مباشر صاحب فرن وابنيه، إلى جانب عاملين لديه، باختطاف طفلها، بسبب دخول الطرفين أحيانا في مناوشات بسبب لعبه أمام الفرن. وأحيل صاحب الفرن وباقي المتهمين، بناء على الشكاية المقدمة، والتحقيق المنجز، على الوكيل العام للملك، الذي أحالهم على قاضي التحقيق، وطيلة هذه الأطوار، ظل المتهمون متشبثين بالإنكار، ونفي التهمة عنهم، وأمام ضعف الأدلة، أعاد قاضي التحقيق القضية من جديد إلى مصلحة الشرطة القضائية للتحقيق، والاستماع إلى شهود جدد. وقالت المصادر ذاتها إن التحريات المعمقة مكنت من وضع الأصبع على نقطة البداية، وجرى إيقاف المتهم بقتل الطفل، مشيرة إلى أن التحقيق قاد إلى التعرف على هويته، وهو من أبناء الحي، من مواليد 1986، ومعروف بميولاته الشاذة، كما أن اختفاءه منذ اختفاء الضحية، كان مثيرا للشكوك. وتوصل التحقيق إلى أن المتهم، الذي ظهر أخيرا في الحي، كان في حالة صحية متدهورة، ومنعزلا، بالإضافة إلى أن صحيفة سوابقه، تتميز بقضائه عقوبات سجنية من أجل السرقة والاغتصاب وهتك عرض قاصر. وكشف البحث الميداني أنه حاول مرة خنق ضحية (10 سنوات)، بعدما فضح أمره بالصراخ، عندما كان يهم بالاعتداء عليه جنسيا، فاضطر إلى تركه وإطلاق ساقيه للريح. وذكرت المصادر الأمنية أن كل هذه المعطيات جعلت المحققين يضعونه تحت المراقبة عن كثب إلى أن اعتقل، وسرعان ما انهار أمام المحققين، معترفا بتنفيذه الجريمة في حق الطفل حسام.