اقترحت السلطات الليبية أمس الثلاثاء إجراء انتخابات عامة مجلس النواب في يونيو حزيران في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لحل أزمة بشأن البرلمان تشمل كتائب قوية لمقاتلين سابقين بالمعارضة. ويأتي المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في صلب الأزمة بعد ان هاجم مسلحون موالون للواء المنشق خليفة حفتر البرلمان بمدافع مضادة للطائرات يوم الأحد وطالبوا بتعليق أعماله. وكان البرلمان المنقسم بين إسلاميين وقوى مناهضة للإسلاميين قال في فبراير شباط إنه سيجري انتخابات مبكرة نتيجة الضغوط التي فرضها الانتقال الفوضوي لليبيا إلى الديمقراطية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي. واقتراح إجراء الانتخابات في 25 من يونيو حزيران هو محاولة فيما يبدو لتخفيف حدة التوتر بعد هجوم الأحد ولتجنب رد الفعل المحتمل من ميليشيات إسلامية منافسة. وقال عبد الحكيم الشعاب عضو اللجنة الانتخابية لرويترز إن اللجنة لم تعلن رسميا حتى الآن اجراء انتخابات مجلس النواب في 25 من يونيو حزيران لكنه مجرد أحد الاقتراحات الخاصة باجراء الانتخابات. وكانت قناة تلفزيونية محلية نقلت في وقت سابق عن اللجنة الانتخابية قولها انه تحدد إجراء الانتخابات في يونيو حزيران. وفي واحد من أسوأ الاشتباكات في طرابلس منذ حرب عام 2011 قصف مسلحون مبنى المؤتمر الوطني العام يوم الأحد في هجوم أعلنت المسؤولية عنه القوات الموالية لحفتر الذي بدأ حملة لتطهير البلاد من المتشددين الإسلاميين. وبعد ثلاثة أعوام من انتهاء حكم القذافي لا تزال ليبيا تعاني الاضطرابات فهي بحكومتها هشة وببرلمانها منقسم وبجيشها الناشئ غير قادرة على السيطرة على جماعات متنافسة من مقاتلين سابقين غالبا ما يتحدون ارادة الدولة. وكان حفتر حليفا للقذافي لكنه انقلب عليه في الثمانينات وهو أحدث شخصية تظهر في شبكة المقاتلين السابقين بليبيا والميليشيات والمتشددين الاسلاميين الذين يتنافسون على السيطرة على اجزاء من البلاد. وهاجمت قوات حفتر يوم الجمعة متشددين إسلاميين في بنغازي في اعنف اشتباكات في المدينة الواقعة شرق البلاد منذ شهور والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 70 شخصا. ويقول حلفاؤه إنه يرغب في تطهير ليبيا من المتشددين الإسلاميين. والبرلمان نفسه منقسم بين احزاب اسلامية تعمل تحت تحالف فضفاض مع الاخوان المسلمين وبين تحالف القوى الوطنية المناهض للإسلاميين وعشرات المستقلين وزعماء القبائل الذين لهم ولاءات مختلفة. ونقلت الولاياتالمتحدة بصورة مؤقتة نحو 250 من أفراد مشاة البحرية وعددا من طائراتها إلى صقلية من إسبانيا كاجراء احتياطي بسبب المخاوف من الاضطرابات في ليبيا سعيا لتعزيز قدرة الولاياتالمتحدة على إجلاء مواطنيها من هناك. وقال المتحدث باسم البنتاجون الأميرال جون كيربي "نحن نراقب الوضع باهتمام شديد. لا شك أنه يزعزع الاستقرار." وأضاف قوله ان مشاة البحرية "مستعدون للذهاب إذا طلب منهم ذلك." وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إنها لا تؤيد أو تقبل أو تساعد في الأفعال التي قامت بها في الاونة الأخيرة قوات موالية للواء الليبي المنشق خليفة حفتر ومنها هجوم على البرلمان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي للصحفيين "لم نجر اتصالا معه في الآونة الأخيرة. لا نقبل الأفعال على الأرض أو نؤيدها ولم نساعد في تلك الافعال." وأضافت "نواصل دعوة كافة الأطراف للاحجام عن العنف والسعي لحل عبر وسائل سلمية."