أكد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، أمس الأحد باليوسفية، أن ما ينعم المغرب حاليا من أمن واستقرار كان نتيجة كفاحات وتضحيات الآباء والأجداد والأجيال السابقة في التحرير والاستقلال الوطني. وأوضح لشكر، بمناسبة انعقاد المؤتمر الإقليمي التأسيسي للحزب باليوسفية، أن هذا الأخير يفخر بمساهمات هذا الإقليم في هذه التضحيات التي جنبت ما عرفته، خلال السنوات الأخيرة، بلدان أخرى في الجوار تنعدم فيها الديمقراطية والحريات والأمن رغم ما تتوفر عليه من موارد ومن ثروات بترولية. وقال إن هذا المؤتمر، المنعقد تحت شعار "من أجل تنمية شاملة ومندمجة لإقليم ناشئ"، يأتي في ظرفية صعبة ودقيقة سواء على مستوى بلدان الحوض المتوسطي أو على الصعيد الجهوي والدولي والمحلي، مشيرا في هذا الصدد إلى مداولات مجلس الأمن الدولي في نهاية الشهر الماضي حول ملف القضية الوطنية الأولى (الصحراء المغربية) وقراره تجديد مهمة بعثة الأممالمتحدة في إطار مراقبة وقف إطلاق النار. وذكر، بالمناسبة، بالتدخل القوي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لدى الأمين العام الأممي من أجل الدفاع عن وحدة المغرب مما مكن من تجاوز الظرفية الصعبة والدقيقة المرتبطة بهذا الملف، كما ذكر في هذا الصدد بحجم الإنجازات التي حققتها حكومة التناوب الأولى بقيادة السيد عبد الرحمان اليوسفي بخصوص هذا الملف، والتي أدت إلى سحب العديد من البلدان اعترافها بما يسمى "البوليساريو"، وكذا بالمنجزات المحققة على صعيد الحريات وحقوق الإنسان وفتح ورش جديد انطلاقا من دستور سنة 2011. وعلى الصعيد الإقليمي، أشار الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي لقوات الشعبية إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في ظرفية حرجة تعيشها ساكنة الإقليم نتيجة عدم التوازن بين ما يتوفر عليه هذا الإقليم من خيرات وثروات على رأسها الفوسفاط وبين واقع هذه الساكنة ، متسائلا عن الأثر الاستراتيجي والإيجابي لهذه الثروة ، ومعبرا عن مخوفه من احتمال تكرار مصير منطقة جرادة - التي نضب منها الفحم الحجري- في منطقة اليوسفية. ودعا إلى تدارك هذه الوضعية عبر إيجاد سياسة مصاحبة لاستغلال الفوسفاط ، وإلى إيجاد بدائل تنقذ الإقليم ، والانتقال إلى المقاربة التنموية ، وإلى استفادة المواطنين من برامج مخطط المغرب الأخضر ، ومن الأراضي السلالية ، وأراضي الجموع ، وإلى إنشاء مندوبيات ومصالح خارجية للوزارات بالإقليم، وإلى إدخال إصلاحات كبرى على المستشفى الإقليمي ، مضيفا أن هذه المنطقة التي اكتشف بها رفات الإنسان الأول تفترض تمتيعها بوضع بيئي متميز.