المجلس الإقليمي التنظيمي للاتحاد الاشتراكي باليوسفية ..

انعقد بمقر الحزب بمدينة اليوسفية عشية السبت 29 مارس 2014 المجلس الإقليمي التنظيمي باليوسفية، تحت إشراف الكتابة الجهوية بحضور عضو المكتب السياسي الدكتور كمال الديساوي والكاتب الجهوي نور الدين الشرقاوي.
الاجتماع الذي يأتي أيضا في إطار الدينامية التي عرفها الحزب منذ المؤتمر التاسع وكذلك في ظل أجواء يطبعها تواصل المد المحافظ وضرب القوة الشرائية للمواطنات والمواطنين من خلال الزيادات المتتالية وارتفاع نسبة البطالة ببلادنا ...
في بداية أشغال المجلس الإقليمي التنظيمي تمت تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء والمناضلين الذين فقدهم الحزب مؤخرا وعلى رأسهم المرحوم الدكتور محمد جسوس. كما تميز النقاش بمستوى عال من المسؤولية والمصارحة، والإحساس المشترك بالحاجة إلى الانخراط الجاد في الدينامية التي أعطت انطلاقتها القيادة الجديدة.
أشغال المجلس الإقليمي التنظيمي افتتحها نور الدين الشرقاوي الكاتب الجهوي بكلمة استعرض خلالها المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الاتحاديين في هذه المرحلة التي تعرف عددا من التراجعات في ظل تنامي المد المحافظ، وتولي الحكومة الحالية تدبير الشأن العام بالمغرب، موضحا أنه اثر الدينامية التي أحدثها المكتب السياسي والقيادة الجديدة بعد المؤتمر التاسع، بات من الضروري إعادة البناء التنظيمي بإقليم اليوسفية على أسس شفافة و ديمقراطية، خصوصا وأن المنطقة تعد خزانا للمناضلات والمناضلين بدليل أن النخب المتواجدة على صعيد الإقليم كلها تخرجت من المدرسة الاتحادية و متشبعة بمبادئ وأخلاقيات الحزب ... و أن المجلس الإقليمي التنظيمي هذا جاء استجابة إلى النداء الذي أطلقته مناضلات و مناضلي الحزب بهذا الإقليم المناضل في الاجتماع الأخير الذي أشرف عليه عبد المقصود الراشدي عضو المكتب السياسي، مشيرا في الوقت ذاته إلى خصوصية الجهة تنظيميا وسياسيا واجتماعيا، ما يجعل المكتب السياسي يصاحب جهود الكتابة الجهوية بدكالة عبدة من أجل تجديد الهياكل الحزبية، وتوسيع التنظيم وتقوية إشعاع الحزب بالجهة
كمال الديساوي عضو المكتب السياسي، أشار في بداية مداخلته التوجيهية إلى الدينامية التنظيمية التي يعرفها الحزب نتيجة تنفيذ مقررات المؤتمر التاسع الرامية إلى تجديد الهياكل الحزبية انطلاقا من تجديد الفروع و تأسيس أخرى، حيث أخذ جميع الإخوة بالمكتب السياسي وعلى رأسهم إدريس لشكر الكاتب الأول على عاتقهم الإشراف على هذه المرحلة، لذلك يقول عضو المكتب السياسي « .. يوما بعد يوم يسعى إخوانكم لتنفيذ مقررات المؤتمر التاسع الذي قرر بقاء الحزب في المعارضة وعودته إلى المجتمع ، وذلك بخلق جبهة اجتماعية لأنه منذ البداية و الحكومة الحالية تمس المكتسبات للطبقة الشعبية والقوات الشعبية بحيث كان لنا الشرف أننا كسرنا ذلك الجدار الذي كان بيننا و بين الاتحاد المغربي للشغل وأننا قمنا بخطوات في هذا الجانب جعل المركزيات النقابية الاتحاد المغربي للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل تنطلق في الاشتغال بشكل جماعي حيث كنا واعين أن المرحلة تتطلب تكوين جبهة اجتماعية والتي وحدها يمكن أن توقف هذا المد للحكومة التي لم تجد من حل سوى الزيادات المتتالية في الأسعار الشيء الذي أثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطنات و المواطنين ... الحمد لله يضيف كمال أننا بهذه الخطوة السياسية نفتح الباب أمام هذه المركزيات النقابية التي أصبحت تشكل هذه الجبهة الاجتماعية التي دعونا لها وكنا مبادرين للتأسيس لها سياسيا، و أن يبقى التنسيق بين هذه المركزيات النقابية ، الجميع يعلم أن هناك قرار تنفيذ مسيرة يوم 6 أبريل و علينا جميعا المساهمة والمشاركة فيها بقوة لأن نجاحها هو نجاح لنا من جهة ولأنها ستعمل على مواجهة هذا المد الحكومي في المس بالمكتسبات والزيادة في الأسعار من جهة أخرى.»
وبخصوص الجبهة الثقافية أضاف عضو المكتب السياسي «.. أن الظلاميون يظهرون أن الإسلام له أبعاد أخرى غير الأبعاد الحقيقية لديننا الحنيف ولذلك وجب على المثقفين لعب دورهم لمواجهة هذه الثقافة الظلامية وقد كان لحزبنا العديد من المبادرات في هذا الجانب حيث عقدت العديد من الندوات و اللقاءات سواء داخل المغرب أو خارجه توجت بعقد ندوة فكرية كبيرة جمعت بين اتحاد كتاب المغرب و حزب الاتحاد الاشتراكي بالدار البيضاء حيث أشاد الجميع بهذه الخطوة ... وبخصوص قضية وحدتنا الترابية أفاد كمال الديساوي أن المسؤولين في القيادة الحزبية بادروا في القيام بتحركات متعددة فيما يخص القضية الوطنية حيث عرف مقر الحزب العديد من اللقاءات مع مسؤولين في الأممية و شخصيات أخرى على الصعيد العالمي وأن مرشح مالي زار مقر الحزب خلال الحملة الانتخابية بمالي و بعدها أسس المغرب علاقات متينة مع هذا البلد الإفريقي الصديق بعد أن أصبح أخونا طرا وري رئيسا عليه ، و قد توجت اللقاءات بين حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و الحزب الديمقراطي الاشتراكي بمالي بزيارة ملكية لهذا البلد الصديق، هناك عمل دبلوماسي مغربي اتجاه إفريقيا في القضية الوطنية يؤكد عضو المكتب السياسي وعلى عدة واجهات تنفيذا لمقررات المؤتمر، و بالموازاة مع ذلك هناك مقرر أساسي كذلك هو بناء الذات و تقوية الأداة الحزبية، لذلك أطلق الحزب هذه الدينامية في إطار إعادة الهياكل الحزبية حتى ننطلق كذات واحدة اتجاه الاستحقاقات المقبلة لأن المغاربة يشير كمال الديساوي لاشك أنهم بعد تجربة الاتحاد الاشتراكي في حكومة التناوب في شخص الأخ عبد الرحمان اليوسفي وفي التجربة للحكومة الحالية أن المواطنات والمواطنين في قرارة أنفسهم سيقومون بالمقارنة بين التجربتين ولا شك كذلك وهذا مهم جدا أن المغرب في حاجة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي قوي قادر على بلورة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في إطار المبادئ الحزبية . أكيد أن المغرب محتاج لنا وأكيد أن بإعادة تنظيماتنا الحزبية ومراجعة أنفسنا والرجوع إلى المجتمع والابتعاد على كل ما هو ذاتي ستجعل من حزبنا خلال الاستحقاقات المقبلة يأخذ المكانة التي يستحقها، حيث سيتأكد أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد القادر على بلورة سياسة تنموية يكون من شأنها حفظ وتعميق المكتسبات.»
بالمناسبة أثنى كمال على نجاح عملية الاندماج في إقليم اليوسفية، مشيرا أن المؤتمر التاسع أكد على إعادة بناء حزب قوي على أساس عودة الأسرة الاتحادية إلى بيتها والاشتغال سويا، لذلك يضيف عضو المكتب السياسي «.. نحيي إخواننا في الحزب الاشتراكي والعمالي الذين كانت لهم الجرأة وأكدوا عن وعيهم أن برجوع العائلة الاتحادية لبيتها سيتم بناء حزب قوي لمواجهة الواقع الذي تحدثنا عليه ، فبالوحدة سكون قادرين على رفع التحديات المقبلة، وكذات واحدة العائلة الاتحادية ستعود للمجتمع و للمغاربة أيام الاستحقاقات ببرنامج كفيل بتنمية محلية، زيادة على برنامج وطني الذي نحن بصدد إعداده منذ الآن قصد بلورة سياسة وطنية طموحة قادرة على تنمية مستدامة .»
منسق اللجنة التحضيرية ذكر الحضور بمراحل تأسيس اللجنة التحضيرية فمنذ اللقاء الأول الذي عقده موفد المكتب السياسي عبد المقصود الراشدي مع اللجنة بمقر الحزب باليوسفية بحضور الكتابة الجهوية دخلت اللجنة في دينامية حقيقية بعدما فوض لها المكتب السياسي القيام بمهام تنظيمية تتمثل في الإشراف على عملية الهيكلة و تجديد الفروع بالإقليم في أفق عقد مؤتمر تأسيسي، وقد تمكنت اللجنة إلى حدود اليوم من إعادة هيكلة 75 في المائة من الفروع القائمة إضافة إلى تشكيل لجنتين تحضيريتين بكل من السبيعات وجنان بيه في أفق تأسيس فروع الجماعات. و هكذا ومباشرة بعد الجمع العام الذي اشرف عليه عبد المقصود بالمركز الثقافي انطلقت عملية التجديد بدءا بفرع اليوسفية 25 دجنبر 2013 و باقي الفروع بها و كذا تجديد فرع الشبيبة و وضع أنوية بباقي الفروع هي قريبة من استكمال ترتيباتها لتجديد الفروع الشبيبية وخلال الأسابيع الأخيرة انطلقت عملية هيكلة القطاعات الحزبية بالإقليم حيث تم تقريبا استكمال الهيكلة على مستوى اليوسفية لقطاعات التعليم و الفوسفاط والسكك الحديدية والقطاع الخاص والمتقاعدين والجماعات المحلية في حين تمت برمجة باقي القطاعات خلال الأسبوع الممتد من 31 مارس إلى 5 أبريل .
وبعد نقاش هادئ و مسؤول ، وبعد تحديد كل المعطيات الكفيلة بإنجاح المؤتمر الإقليمي باليوسفية تم اقتراح ثلاثة لجن اشتغال مع تحديد المقرر و المنسق لكل واحدة منها و هي لجنة المقرر السياسي و التنظيمي و لجنة الشؤون الاقتصادية و الاجتماعية و البيئة و لجنة الإعداد المادي ، كما تم تحديد عدد المؤتمرين و كيفية انتخابهم ما يجعل لحظة المؤتمر الإقليمي عرسا تاريخيا بامتياز ، ونتيجة للأجواء التي طبعت أشغال المجلس الإقليمي التنظيمي و من خلال ما عبر عنه المتدخلون من غيرة على حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رفع شعار الحزب الذي كسر صمت الفضاء بأصوات عالية أبانت عن حماس الأخوات و الإخوة بإقليم اليوسفية و انخراطهم الفعلي في الدينامية الجديدة التي يعرفها الحزب.