سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد المقصود الراشدي عضو المكتب السياسي في المجلس الإقليمي الموسع باليوسفية: علينا أن نتعبأ للمستقبل قصد تعزيز مشروعيتنا التاريخية بمشروعية القرب من الانتظارات الواسعة للمواطنين
وسط حضور قوي لمناضلات و مناضلي الاتحاد الاشتراكي بإقليماليوسفية ، الذين غصت بهم قاعة العروض بالمركز الثقافي ، أكد عبد المقصود الراشدي عضو المكتب السياسي ، أن إقليماليوسفية كان و سيظل قلعة لمناضلات و مناضلي الاتحاد الاشتراكي و ما الحضور النوعي و المتميز للمجلس الإقليمي الموسع سوى تأكيد لوفاء ساكنة اليوسفية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، لذلك يقول الأخ عبد المقصود، وجب علينا جميعا أن نتعبأ للمستقبل قصد تعزيز مشروعيتنا التاريخية بمشروعية القرب من الانتظارات الواسعة للمواطنين، و أن نواكب الدينامية الجديدة التي عرفها الحزب بعد المؤتمر التاسع الذي خرج فيه منتصرا على جميع المستويات ... جاء ذلك في سياق تدخله أمام أعضاء المجلس الإقليمي الموسع المنعقد بمدينة اليوسفية صباح يوم الأحد الماضي و الذي كان حقيقة عرسا نضاليا رفعت فيه الشعارات الحزبية التي كانت تكسر فضاء المركز بين الفينة و الأخرى . عضو المكتب السياسي أثار في تدخله مجموعة من القضايا تهم الشأن الحزبي الداخلي و أخرى تهم القضايا الوطنية ، فالحزب منذ دخوله لحكومة التناوب و بقدر ما كان القرار قرارا سياسيا شجاعا بقدر ما أدى إلى هزات حزبية ، ذلك أن العديد من القادة لم تكن لهم الثقة في هذه التجربة ، غير أن حنكة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي إبان هذه التجربة ، أنقذت البلاد من السكتة القلبية، وفتحت آفاقا جديدة للفعل السياسي ببلادنا دون إغفال ما تحقق على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحقوقي من مكتسبات . لقد لعب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية دورا كبيرا فيما نعيشه اليوم رغم أن الناس لم يرحموا الاتحاد حين دخوله حكومة التناوب ، و أظن اليوم أن المسلسل الديمقراطي الذي تحدث عنه عبد الرحيم بوعبيد منذ 76 كانت فيه مسارات حتى نألف بعضنا و نستأنس و نتعلم ... و نمر من الخطاب العالي إلى الممارسة الفعلية ، فحكومة التناوب، يوضح عضو المكتب السياسي، حلت مشاكل سياسة كبيرة أولها هي أعطاء إشارة أن الاتحاد يتغير و أن الدولة كذلك تتغير، لأن التوافق على مرحلة سياسية جديدة معناه أن الصراع الذي كان بين الحزب و النظام قد انتهى و أننا سنمر إلى مرحلة إعادة بناء دولة وطنية ديمقراطية، التي سنوات و الاتحاد يناضل و يؤدي من أجلها الثمن ، كذلك الإشارة السياسية الثانية هي الاستقرار السياسي ، فالحزب بدخوله هذه المرحلة من التوافق مع الدولة ، معناه إعادة بناء دولة على أسس و قواعد سياسية سليمة ، الثالثة أن كل المعتقلات و المعتقلين آنذاك أفرج عنهم ، و الرابعة تتجلى في تغيير القوانين و أنظمة الحريات العامة ، و الخامسة تتمثل في إحداث هيأة الإنصاف والمصالحة، والهيأة الوطنية لجبر الضرر ، هذه كلها دينامية جديدة خلقت ، وهناك قطاعات كثيرة استفادت من مرحلة التناوب ، كما هو الشأن بالنسبة لقطاع التعليم و الفوسفاط الذي يعد من القطاعات الإستراتيجية و الطرق السيارة و الميناء و كل المشاريع الكبرى و كذلك الديون التي تم القضاء عليها نهائيا ، وذكر الأستاذ عبد المقصود أن الاتحاد لم يخلق ليظل في الحكومة، وكما يحصل في كل الديمقراطيات العريقة ، لا يمكن لأي حزب أن يستمر في تدبير الشأن العام لأزيد من مرحلتين ، لذلك يضيف أن المؤتمر الوطني التاسع قدم إجابات عميقة لكل الأسئلة الحارقة ، حيث بلور الاتحاديون والاتحاديات خطا سياسيا منسجما مع متطلبات الظرفية السياسية التي تجتازها تجربة الانتقال الديمقراطي في بلادنا، وذلك في ظل وضع اقتصادي وسياسي واجتماعي يحمل الكثير من المؤشرات السلبية بفعل التوجه الحكومي المحافظ ( ارتفاع نسبة الفقر و البطالة و تأزم الأوضاع الاجتماعية بفعل الزيادات في الأسعار ... ) الأستاذ الراشدي أكد أن الحزب قام بنقد تجريحي داخلي قوي خلال 2007، و أن التحولات التي يعرفها المغرب أو التي يجب أن نعرفها هو أنه حين انتهى الصراع بين الحزب و النظام ظهر صراع اخطر ضمن هذه الحريات و الطموحات الشخصية... لذلك فالمؤتمر التاسع للحزب أعطى نفسا جديدا نظرا لايجابياته الكثيرة ، بحيث قرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد المؤتمر أن يستجمع و يستنهض ذاته ، واعتبر أن محطة المؤتمر الأخير لحظة مكنته من رسم معالم رؤية سياسية لمشروع مجتمعي، بمضامين اقتصادية واجتماعية وثقافية تساهم في الإجابة عن الأسئلة المقلقة التي يطرحها الاتحاديون اليوم، سواء المتعلقة بموضوع الهوية أو المرجعية أو بحصيلة تدبيرنا للشأن العام ، أو بالتصور العام لإدارة المرحلة السياسية وطبيعة التحالفات المطلوبة لتأسيس معارضة قوية ومؤثرة في مواجهة تحديات واستحقاقات هذه المرحلة الدقيقة في مسار البناء الديمقراطي ...لذلك يضيف الأستاذ الراشدي، فإن القيادة الجديدة للاتحاد الاشتراكي تجد نفسها اليوم مطوقة بالعديد من المهام من أجل تصريف مقررات المؤتمر الوطني التاسع بإيقاع أسرع، مستعرضا في ذات السياق الإستراتيجية المؤطرة لعمل المكتب السياسي، وفي مقدمتها إعادة بناء الحزب تنظيميا بتجديد هياكله وقطاعاته الموازية بما يقتضيه ذلك من تنمية العضوية في صفوفه، وفسح المجال للأجيال الجديدة ولكل الطاقات التي يزخر بها المجتمع لتجد مكانها الطبيعي في أجهزة الاتحاد . كما جدد عضو المكتب السياسي تعهد القيادة الجديدة بتوفير كل سبل الدعم المادي والمعنوي، وتحسين شروط العمل الحزبي من أجل ضمان مردودية أكبر للفعل التنظيمي مؤكدا على أن المكتب السياسي سيصاحب جهود الكتابة الجهوية بدكالة عبدة من أجل تجديد الهياكل الحزبية، وتوسيع التنظيم وتقوية إشعاع الحزب بالجهة و في هذا الصدد أشار إلى إحداث فرق لمصاحبة الأقاليم و الجهات مكلفة بقضايا سياسية معينة على أساس الشفافية و المحاسبة و المر دودية ، كما ذكر عضو المكتب السياسي باللقاءات التي تمت مؤخرا بكل من الزمامرة و أزمور و الجديدة و آسفي و اليوسفية مع كل من أعضاء الكتابة الجهوية و أعضاء الكتابات الإقليمية المنتمية لجهة دكالة عبدة ، و كذا برزنامة العمل المقرر تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة تعلق الأمر بإعادة هيكلة الفروع الحزبية بالجهة أو الإعداد لعقد المؤتمرات الإقليمية في أفق تجديد هياكل الكتابة الجهوية . الحدث البارز الذي عرفته الساحة السياسية بعد المؤتمر التاسع ، يؤكد عضو المكتب السياسي، تجلى في عملية الاندماج و ذلك برجوع الحزب العمالي و الاشتراكي و هي مبادرة نبيلة نعتز بها في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية و ننتظر مبادرات أخرى مستقبلا مع مكونات اليسار ، مشددا على ضرورة إشراك إخواننا في الحزب العمالي و الاشتراكي في جميع المحطات انطلاقا من الفروع و الكتابات الإقليمية و الجهوية ، مشيرا إلى أن هناك فعاليات قوية اتحادية ستستأنف نشاطها الحزبي . تحركات على أعلى المستويات قام بها المكتب السياسي ، فكل قادة الأممية جاؤوا للمغرب ، يضيف الأخ الراشدي، و مجموعة من المبادرات و اللقاءات تمت مع ممثلي الهيئات الدبلوماسية أو الحضور و المشاركة في الندوات بالخارج ( فرنسا - بلجيكا - اسبانيا - ايطاليا ...) حتى تشمل هذه الدينامية جميع الجوانب . كما استحضر الأخ عبد المقصود المبادرات التي قام بها المكتب السياسي من خلال تنظيمه للندوات الكبرى و التي همت قطاعات ذات أهمية بالغة في الحياة الاجتماعية بالإضافة إلى التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني و النقابات و الأحزاب الديمقراطية ، مذكرا بالنجاح الكبير الذي حققته التظاهرة الاحتجاجية ليوم 5 أكتوبر 2013 بالرباط و التي أبانت عن تماسك و تلاحم الاتحاديات و الاتحاديين على امتداد التراب الوطني ، حيث انخرط فيها الجميع بوعي و مسؤولية و الاستجابة الواسعة للمواقف التي تعلن عنها القيادة الحزبية ، وهي مناسبة أشارمن خلالها إلى لحظة 29 اكتوبر و ما حملته و تحمله من دلالات العرفان و الوفاء لمناضلي الاتحاد الاشتراكي الشرفاء ، حيث أوضح عضو المكتب السياسي أنه كان يوم فرحة تم خلاله ذكر جميع المناضلات و المناضلين الذين نحتت أسماؤهم في إطار كبير بمدخل مقر الحزب بالرباط تعظيما لهم ، وقد تقرر اختيار 29 أكتوبر من كل سنة يوما للوفاء لتكريم أرواح كل الاتحاديين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الحزب والوطن . القطاعان النسائي و الشبابي كانا حاضرين في مداخلة الأخ الراشدي مبرزا الأهمية التي يوليها الحزب لهذين القطاعين باعتبارهما أجنحة تمكن من تجديد و تقوية الحزب باستمرار . الكاتب الجهوي نور الدين الشرقاوي تناول في معرض كلمته المراحل التاريخية للتحولات التي عرفتها مدينة اليوسفية على المستوى الإداري و الترابي ، مذكرا بالنداء الذي كان موجها من مدينة اليوسفية من خلال الندوة التي أطرها آنذاك الأخ كمال الديساوي عضو المكتب السياسي في موضوع التقسيم الترابي ، حيث كانت المطالبة بإحداث إقليماليوسفية ، وهو ما تم بالفعل حيث تم إحداث إقليمين بالجهة إقليماليوسفية و سيدي بنور ، و بالتالي كان لزاما مواكبة الحدث من طرف الحزب ، لذلك سهرت الكتابة الجهوية على إحداث كتابة إقليميةبسيدي بنور اثر مؤتمر إقليمي انعقد بتاريخ 7 مارس 2010 ، وبالمجلس الجهوي الذي انعقد بمدينة الزمامرة بتاريخ 20 يونيو 2010 تقرر إحداث كتابة اقليمية باليوسفية ، حيث تم تكوين لجنة تحضيرية لأجل تنفيذ القرار ، و مند ذلك التاريخ و اثر الدينامية التي أحدثها المكتب السياسي و القادة الجدد بعد المؤتمر التاسع ، بات من الضروري إعادة البناء التنظيمي على أسس شفافة و ديمقراطية ، خصوصا و أن المنطقة تعد خزانا للمناضلات و المناضلين بدليل أن النخب المتواجدة على صعيد الإقليم جلها تخرجت من المدرسة الاتحادية و متشبعة بمبادئ و أخلاقيات الحزب ... المجلس الإقليمي الموسع باليوسفية افتتحت أشغاله بمداخلة جد مختصرة للأخ عبد اللطيف احميمصة منسق اللجنة، أكد من خلالها تعبئة الاتحاديات و الاتحاديين بالإقليم قصد العمل الجاد و المسؤول لأجل استعادة أمجاد الاتحاد البطولية بالإقليم و فاء لشهداء الحزب ممن أدوا الثمن غاليا بدمائهم و أرواحهم ... هذا ، وقد تميز النقاش بالجدية و استشعار الجميع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم في إعادة توهج الحزب داخل إقليماليوسفية ، كما كانت اللحظات معبرة عن تلاحم الأخوات و الإخوة بالإقليم و مباركتهم للخطوات الجبارة التي يقوم بها المكتب السياسي بعد المؤتمر التاسع .