قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن أمينة بنخضرة، إن القمة المغربية للنفط والغاز، التي اختتمت أشغالها مساء أمس الخميس بمراكش، والتي عرفت مشاركة مهمة لخبراء من عدة بلدان من بقاع العالم وشركات كبرى للخدمات والتنقيب ومؤسسات للتأمين، كان لها صدى جد إيجابي. وأبرزت بنخضرة، في تصريح للصحافة، أن هذا الملتقى اكتسى أهمية كبيرة عكستها المشاريع التي برمجت ما بين شركات التنقيب والشركات التي تشتغل في ميدان الخدمات وذلك في إطار سعيها إلى البحث عن فرص جديدة للشراكة والعمل. وأضافت أن هذه التظاهرة الدولية تميزت بتقديم مشاريع في مجال التنقيب من مستوى عال، وكذا تقييم المشاريع المغربية في هذا الميدان والمنجزة في عدة مناطق بشمال وجنوب المملكة من طرف الشركاء الذين قدموا وثائق تقنية عن الهيدروكاربورات بالجانب الإفريقي على المحيط الأطلسي، مبرزة أن اللقاء شكل مناسبة للمضي قدما في الشراكة مع الأقطار الإفريقية الشقيقة والشركات الدولية. وأشارت في هذا السياق إلى التوقيع على بروتوكول اتفاق بين المكتب ووزارة المعادن بجمهورية مالي، يهم التعاون العلمي والتقني بين الجانبين، إلى جانب ملحقين، تم من خلالهما تحديد الاجراءات المتخذة لتنفيذ البروتوكول ووضع برامج عمل لسنتي 2014 و2015. وأبرم المكتب ، أيضا، تضيف بنخضرة، بروتوكول اتفاق مع شركة النفط بالسينغال (بيتروسن) يهدف إلى تقوية علاقات التعاون في هذا الميدان وكذا في مجال التكوين والخبرة والمعرفة. كما تباحثت بنخضرة على هامش أشغال هذا اللقاء مع الوزير الغيني للطاقة والماء السيد ادريسا ثيام، حيث تبادلا وثائق الاتفاقية التي سيتم إبرامها مستقبلا بين الجانبين في مجال الهيدروكاربورات، وكذا مع ممثلي الشركة الغابونية للهيدروكاربورات لبحث وسائل العمل من أجل المضي قدما في تقوية التعاون ، فضلا عن جلسات عمل مع ممثلي شركات عالمية في مجال الخدمات والتي تبحث عن فرص عمل وتعتبر المغرب منطقة جذب للأعمال. وأكدت على ضرورة الإبقاء على التفاؤل في ميدان التنقيب الذي يتطلب استثمارات ضخمة، مبرزة أنه يتعين الإكثار من الأشغال والاستثمارات وحفر الآبار حتى تتقوى الحظوظ في هذا المجال. وقال حسين عبد الله ممثل شركة "ريبسول" الإسبانية في المغرب وموريتانيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المؤتمر يكتسي أهمية كبيرة لكونه جمع تقريبا كل الشركات العاملة بالمغرب في ميدان استكشاف وإنتاج البترول والغاز. وأضاف أن مجمل العروض التي قدمت خلال هذه القمة يستشف منها أن المغرب يتوفر على نظام متميز للهيدروكاربورات، مبرزا أن هناك مؤشرات جد إيجابية بالنسبة لمستقبل المغرب في مجال التنقيب وأن الإمكانات يمكن أن تكون كبيرة غير أنها تتطلب أشغالا وحفر آبار قبل إعطاء أرقام نهائية. وأشار إلى أن الشركة ستبدأ قريبا عمليات التنقيب في المغرب ستشمل منطقة البحر غرب الأفشور ومنطقة بوذنيب شرق المملكة . وقد شكلت هذه القمة مناسبة للمشاركين لبحث ومناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بميدان التنقيب عن النفط والغاز بالمغرب من قبيل الإمكانات الجيولوجية المتاحة والتنقيب عن النفط، إلى جانب الرهانات الطاقية بإفريقيا. كما شكل لقاء مراكش فضاء ملائما للتلاقي والتبادل من أجل بحث فرص الاستثمار وإرساء أو استكمال مشاريع في قطاع النفط والغاز بالمملكة. وتطرقت العديد من العروض التي قدمت في إطار هذا اللقاء إلى بحث الطرق الكفيلة بالاستجابة للطلب المتنامي على الطاقة وتفادي الإشكاليات العديدة المرتبة عن المتغيرات المناخية، وأبرزت أن الغاز الطبيعي يعد الطاقة الجديدة المستقبلية على الرغم مما تتطلبه عمليات التنقيب عن هذه المادة من وقت وتكاليف جد باهظة. وأشاد العديد من المتدخلين بالإستراتيجية المعتمدة بالمغرب لتشجيع الشركات التنقيب على القدوم للمملكة وما يوفره من إطار تنظيمي ومؤسساتي وضريبي أكثر جاذبية، وكذا توفره على منطقة جيولوجية ملائمة.