في إطار وعي الطلبة المهندسين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في المساهمة في المشاريع التي من شأنها تحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للأشخاص في وضعية صعبة، ينخرط عدد المتطوعين منهم في جمعيات محلية وأخرى عالمية، هدفها خدمة المجتمع. نظمت جمعية "رواد المغرب الشباب" بالمدرسة المغربية لعلوم المهندس في الدارالبيضاء (EMSI)، أخيرا، قافلة تضامنية مع سكان نواحي منطقة الحاجب، تحمل شعار "جميعا لدعم سكان الحاجب". وشارك في القافلة أكثر من 30 طالبا مهندسا، من مختلف المستويات، تجندوا، بكل السبل الممكنة لديهم، لتقديم يد العون ومساعدة عدد من العائلات، التي تعاني أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة وسط الجبال. تكلف عدد من الطلبة المهندسين بتوزيع الملابس، والأغطية، والمواد الغذائية الأساسية، المكونة من مواد الزيت، والسكر، والدقيق، والشاي على أزيد 100 عائلة في وضعية صعبة. وأفاد أيمن شرود، قائد "رواد المغرب الشباب" للمدرسة المغربية لعلوم المهندس، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه البرامج تأتي في إطار تعزيز منهج التنمية المستدامة، الذي ترتكز عليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي واحدة ضمن 32 مجموعة أخرى موزعة على عدد من المدارس العليا والمعاهد والجامعات في المغرب. شباب المدرسة المحمدية للمهندسين أشعلت "إناكتس" شمعتها الأولى سنة 1975 في الولاياتالمتحدةالأمريكية، لتسافر عبر العالم وتحط رحالها في 38 بلدا، مرورا بالمغرب، حيث تم إنشاء عدة فروع تمتد على ربوع المملكة. وتأسست "إناكتس-المغرب" في الرباط، وتحديدا بالمدرسة المحمدية للمهندسين، حيث انضم إليها عدد من الطلبة المهندسين، هدفهم تسخير جميع معارفهم ومؤهلاتهم لخدمة المجتمع، ولتحسين الظروف المعيشية لبعض الفئات المعوزة. منذ تأسيسه سنة 2009، سجل النادي تقدما ملموسا في عدة مشاريع اجتماعية، باعتماد برامج طموحة تطارد الفقر والبطالة والتهميش، من خلال مساعد الآخرين ودفعهم على التطلع لمستقبل مشرق للجميع. مرت حاليا على ميلاد هذا المشروع أربع سنوات، ويشتغل عليه بجد وهمة 70 شابا وكلهم طموح بأن يروا ثمار مشاريعهم في القريب العاجل. وتحترم هذه المشاريع أربعة شروط أساسية، تتمثل قي احترام البيئة، وتوفير مردودية اقتصادية، وخدمة المجتمع، وتحقيق التنمية المستدامة. ويشتغل الطلبة على إنجاح ثمانية مشاريع مهمة، هي: - مشروع "أفولكي"، وهو عبارة عن تعاونية نسائية تشتغل على تصنيع مواد تجميل باعتماد منتجات طبيعية لأجل تسويقها. - مشروع جمع وإعادة تصنيع الأكياس البلاستيكية المستعملة وتحويلها إلى منتجات للديكور أو إلى أكياس أكثر شدة وصديقة للبيئة. - مشروع يدعم تعاونية "كلنا معا" في جميع أنشطتها التقليدية، من خياطة وحياكة للثوب، وصباغة على الثوب، وزجاج، وأخيرا "السيراميك". - مشروع يعمل على توعية الأطفال بأهمية التمدرس وتسهيل ولوجهم إلى الثانوي الإعدادي، الشيء الذي كان يستعصي على الآباء. - مشروع يهدف إلى رفع مستوى الوعي العام بالأمراض المزمنة للحد من تطورها، فضلا عن تقديم الدعم للمرضى، وفقا لملفاتهم الشخصية وسجلاتهم الطبية، من خلال توفير الأنشطة المدرة للدخل، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة. مشروع "طاكسي +"، الذي ينبني على تدريب سائقي سيارات الأجرة، بغية توسيع نشاطهم وتحسين مستوى معيشتهم من جهة، وتطوير نوعية الخدمة وتلبية توقعات الزبناء، من جهة أخرى. كنوز.. شبكة تفاعلية بين التعاونيات تفيد الأرقام الصادرة عن مكتب تنمية التعاون، أن النسيج التعاوني المغربي يتكون من 11 ألف و644 تعاونية تعمل في عدة قطاعات، تواجه بصعوبات التعاون بينها، ما يحد من نشاطها في السوق المغربية. وتبعا لذلك، أطلقت "إناكتس" ENACTUS)) بالمدرسة المحمدية للمهندسين، مشروع "كنوز"، وهو منظمة غير ربحية تعمل مع قادة في الاقتصاد ومجال الاجتماع لتعبئة الطلبة للمساهمة في التنمية الوطنية، لتعزيز التقدم الاجتماعي، وتطوير مهاراتهم الريادية والمقاولاتية، استعدادا ليكونوا أطرا مسؤولة اجتماعيا وأخلاقيا. ويعتبر مشروع كنوز، المشروع الذي يساعد على خلق شبكة تفاعلية تمكن من تبادل الخبرات، ما يضمن منافسة أقل ومزيدا من الأرباح. عمل فريق "إناكتس" بالمدرسة المحمدية للمهندسين، خلال العامين الماضيين، مع تعاونية "أفولكي"، وهي تعاونية نسائية متخصصة في مستحضرات التجميل الطبيعية، حيث استفادت نساء التعاونية من دروس محو الأمية وتدريبات متنوعة، بالإضافة إلى منحة مالية مهمة لتمويل شراء الآلات والأغلفة الجديدة. وساهم تدخل فريق "إناكتس" في الرفع من مبيعات التعاونية إلى 235 ألف درهم، أي زيادة قدرها 525 في المائة، خلال عام واحد فقط، حسب نتائج التقرير الذي توصلت به "المغربية"، من فريق المشاريع الاجتماعية للمدرسة المحمدية للمهندسين. وتبعا لذلك، شاركت تعاونية "إفولكي" في 12 معرضا إقليميا، ومعرضين وطنيين، والمنتدى الدولي الأول للاقتصاد التضامني في بروكسيل، كما تحمل التعاونية، الآن، علامة المنصة المغربية للتجارة العادلة التي تضمن ظروف عمل ملائمة وأجرا عادلا لهؤلاء النساء، بالإضافة إلى كونها أول تعاونية في المغرب تحمل شهادة ISO 22716. ولتكرار هذا النموذج الناجح في غيرها من التعاونيات النسائية، انضمت ثلاث تعاونيات أخرى إلى مشروع "كنوز"، وهي جمعية "أمنار"، المتخصصة في الصبار، والعسل، وزيت أركان، وجمعية "الأمان"، التي يرتكز نشاطها على طحن وإعداد التوابل، وجمعية "الرحمة"، متخصصة في إنتاج الكسكس. بعد 4 سنوات من العمل المضني وبهدف تعزيز روح المبادرة الاجتماعية، يواصل فريق "إناكتس" بالمدرسة المحمدية للمهندسين، دعم المشاريع ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي. ابداع.. ليس له حدود يعتبر مشروع ENACTUS))، الذي كان يحمل تسمية SIFE سابقا، منظمة دولية أنشئت في الولاياتالمتحدة عام 1975، لتنتقل فكرة تأسيسه في المدرسة المحمدية للمهندسين، شهر شتنبر 2009، وهي منظمة تعمل مع قادة الاقتصاد والتعليم العالي لتمكين الطلاب من تحسين المجتمعات وتطوير مهاراتهم ليصبحوا مسؤولين اجتماعيا. وتنطلق المشاريع، انطلاقا من أفكار إبداعية، تتحول إلى مصدر للدخل بالنسبة إلى العديد من فئات المجتمع، وهو ما انتبه إليه فريق "إناكتس" بالمدرسة المحمدية للمهندسين، من خلال تحويل الزجاج إلى مجوهرات جميلة، تحظى بالإقبال. أطلق مشروع "إبداع" في شتنبر 2010، عندما كان فريق "إناكتس" يبحث عن فرص جديدة، فوجد أحد المبدعين في المجال ومساعديه المصنعين لجواهر الزجاج، لضمان دخل مستقر، من خلال خلق شعار وصفحة للتعاونية على موقع "الفايسبوك"، وكذا الترشح لبرنامج "المرافقة"، الذي يساعد التعاونيات. ومن النتائج المحصل عليها، أنه أصبح في إمكان التعاونية، إنتاج أكثر من 400 مجوهرة في يوم واحد، ما مكنها من عرضها في فضاء ينظمه منزل بيع حرفي. وتضم هذه المنتوجات، الخواتم والأساور، والقلادات. وتأمل التعاونية اليوم إلى تطوير منتجات التأثيث، مثل المزهريات وأدوات المائدة. حاليا، يسعى فريق "إناكتس" إلى تحسين حالة التعاونية، من خلال بناء شراكات مع السفارات لتصدير المنتجات إلى ما وراء المحيط. أما بالنسبة إلى المبيعات الوطنية، يجري اختيار مراكز بيع في الرباط، مع إمكانية إنشاء دليل لتدوين المنتجات مع الأسعار.