شارك الرئيس الإيراني حسن روحاني في القمة السادسة للدول الثلاث الناطقة بالفارسية (إيرانوأفغانستان وطاجيكستان) على هامش الاحتفال العالمي بالنوروز في العاصمة الأفغانية كابول. الرئيس الإيراني حسن روحاني تنعقد القمة على هامش الاحتفال العالمي بالنوروز في العاصمة الأفغانية كابول، بحضور رؤساء إيرانوأفغانستان وطاجيكستان، لبحث سبل تطوير التعاون الشامل بين هذه الدول الثلاث، إضافة إلى أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي. وألقى روحاني كلمة خلال الاحتفال العالمي بالنوروز، في كابول، أعرب فيها عن أمله بأن ينعم الشعب الأفغاني وجميع شعوب منطقة النوروز بالسلام والاعتدال. وأشار في كلمته، خلال الاحتفال العالمي بالنوروز، إلى فصل الربيع والاعتدال الربيعي، وقال إن الاعتدال ليس شعارا سياسيا منحصرا في شخص واحد أو بلد ما، وإنما الاعتدال له جذور تاريخية في ثقافة وأدب منطقة النوروز. وأضاف روحاني "نحتفل اليوم بالنوروز في ديار كانت في فترة من تاريخها ضحية الجهل والعنف والتطرف، وقد واجهت أنواع الإيديولوجيات المتطرفة بدءا من الشيوعية وصولا إلى التكفيرية، وكانت كالعنقاء التي تخرج كل مرة من تحت الرماد لتحيي استقلالها، ولتنشئ الجمهورية الإسلامية في أفغانستان والمركبة بين الثقافة الدينية الوطنية والثقافة الجديدة". وقال الرئيس الإيراني إنه رغم أن هذه المراسم تجسّد اجتماعا ثقافيا، لكن يمكن تحويله إلى أواصر سياسية واقتصادية، وقال يمكننا إن ننشئ اتحادا إقليميا شاملا يكون هدفه المشترك تحقيق التنمية والتقدم للشعوب، ورفع المستوى المعيشي في المنطقة. وأوضح روحاني إن نداء الاعتدال الذي هو أيضا دعوة السلام والعدالة، يحظى بترحيب عالمي، وأضاف أن المصادقة على قرار الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، الذي وضع المكافحة العالمية للعنف والتطرف على جدول أعمال المجتمع الدولي، إنما هي مؤشر إلى هذا التوجه العالمي، وقال:"أرغب هنا بأن أدعو جميع الشعوب والحكومات بمنطقة النوروز أن تبادر إلى إعداد وتدوين خطة عمل لتنفيذ هذا القرار، وان يجعلوا مواجهة التطرف وإرساء الاعتدال هدية النوروز التي يقدمونها لشعوبهم". وبيّن روحاني أنه خلال العقدين الأخيرين، فإن أفغانستان التي تستضيف اليوم بسخاء الاحتفال النوروزي، تعرضت مرتين للاحتلال الأجنبي الذي بث بذور العنف والتطرف في هذه الديار، مكبدا الشعب والبلاد الخسائر والأضرار الجسيمة. وصرح رئيس الجمهورية الإيرانية: "بلادي أدانت كلا الاحتلالين، وفي كلا فترتي الاحتلال بذلت المساعدات للشعب الأفغاني العظيم، واستضافت ملايين الأفغان كضيوف لديها". وتمنى روحاني باسم الشعب الإيراني، أن يكون السلام والاعتدال هدية النوروز للشعب الأفغاني وكل شعوب منطقة النوروز، وقال:"باسم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، سأبذل قصارى جهودي من أجل تحقيق هذه الأمنية". وأعرب روحاني عن أمله بأن تكون الانتخابات المقبلة في أفغانستان، خطوة أخرى في سبيل الاستقرار والثبات والتطور في هذا البلد، وأن تكون جزءا من هدية عيد النوروز لهذا العام، وقدم الشكر إلى الحكومة الأفغانية لاستضافتها الاحتفال العالمي بالنوروز.