أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة أنه بإمكان المرأة أن تضطلع بدور وساطة هام في المتوسط، وهو الدور الذي أوحى بالفكرة المغربية الاسبانية بتنظيم منتدى مخصص للمرأة حول هذه المسألة. وأعربت بوعيدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أمس الثلاثاء في ختام اليوم الأول من الدورة الثالثة لمنتدى المبادرة المغربية الإسبانية حول الوساطة بالمنطقة المتوسطية، المنظم ببردو (30 كلم شمال لوبيانا، عاصمة سلوفينيا)، عن ارتياحها لقرار تكليف المركز المغربي للدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية والمركز الدولي لطليطلة للسلام بتنظيم دورة تكوينية حول دور المرأة في مجال الوساطة في المتوسط. وقالت إن "الوساطة تشكل بديلا لأشكال أخرى، وخاصة الخيار العسكري، ومن هنا تنبع ضرورة إشراك المجتمع المدني ومراكز الأبحاث في الوساطة بالمتوسط"، مضيفة أن "الجديد يتمثل في إشراك المرأة في هذا المسلسل". وأبرزت أن المركزين سيعملان بناء على اتفاق مشترك على تحديد موعد لتنظيم هذا التكوين بعد إجراء الاتصالات اللازمة، موضحة أن تكوين المرأة في مجال الوساطة سيتم بين الرباط ومدريد تحت إشراف المركزين المغربي والاسباني. وبعدما نوهت بكون 32 بلدا سينخرطون في الوساطة بالمتوسط مع اختتام المنتدى المغربي الإسباني، أعربت الوزيرة عن أملها في أن تكون الدورة الثالثة مناسبة للحفاظ على زخم هذه المبادرة الإقليمية من خلال الإسهام في تقدم ممارسة الوساطة كآلية للتسوية السلمية للنزاعات. ويشكل المقترح المغربي الإسباني مرحلة أولى في تطبيق المذكرة المغربية الإسبانية التي تمت المصادقة عليها خلال الدورة الثانية المنعقدة بالرباط سنة 2013 والتي توخت إحداث تجمع للنساء الوسيطات خدمة للسلم سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وسيتم تقديم خلاصات الدورة الثالثة للمنتدى للبلدان الأعضاء بمناسبة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في شتنبر المقبل بنيويورك في أفق المصادقة على قرار أممي حول الوساطة تقدمت به كل من تركيا وفنلندا. وتميزت أشغال هذا اللقاء، المنظم على مدى يومين حول موضوع "النهوض بثقافة الوساطة والوقاية في المنطقة المتوسطية"، بجودة النقاشات التي شارك فيها مسؤولون أمميون ومن منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إضافة إلى أكاديميين وممثلي المجتمع المدني. وكان المشاركون في هذا اللقاء قد نوهوا بهذا المقترح المغربي الإسباني، مؤكدين على أهمية الوساطة وقدرة الوسطاء على القيام بمهامهم من خلال المراهنة على جيل جديد يعمل على النهوض بقيم السلم ونشر ثقافة الوساطة. وفي مداخلة له خلال النقاشات التي تلت الإعلان عن هذا المقترح، تطرق السيد عز الدين فرحان مدير الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إلى الصفات التي يتعين أن تتوفر في الوسيط الجيد، ولاسيما الحياد وتوافق كافة الأطراف حتى يتمكن من إنجاح وساطته وإيجاد حلول للنزاعات.