سافر جمهور تظاهرة "قفطان" في دورته 22، التي نظمت مساء أول أمس السبت بمدينة النخيل مراكش، عبر الزمن، للتعرف على أحدث تصاميم القفطان المغربي، أبدعتها أنامل 16 مصممة مغربية، حاولن الاستعانة بعبق التاريخ والنبش في ثقافات القارات الخمس، لتقديم تشكيلات مختلفة تحت تيمة "الأعراق". واستهلت المصممة أمينة البوصيري بوديوم "قفطان 2018"، على إيقاعات موسيقى الموزع المغربي، حميد الداوسي، لتقترح تشكيلة تقليدية مستوحاة من الحضارة الفرعونية، تميزت بألوان فاتحة وتطريز فريد. وبدورها لم تبتعد كثيرا المصممة زينب اليوبي الإدريسي عن التيمة، فاختارت ألوانا زاهية كالذهبي والسماوي، فيما أبدعت أمينة مهايدي كنوزي في تقديم تصاميم لاقت استحسان الحضور الذي صفق لها بحرارة. وإلى موسكو سافرت المصممة المغربية مريم بلخياط بالجمهور لتقدم تشكيلة جمعت بين أصالة التراث المغربي وغنى وتنوع هذا البلد. وتوالت تصاميم كل من نسرين الزاكي ضمت تشكيلاتها الألوان الهادئة ذات الأحجار الكريمة، وفيلالي بشرى كسيكس، ومريم بوافي، إلى جانب المصممة التدلاوي فاوز، التي نالت تشكيلتها إعجاب الحضور. وإلى عراقة المغرب وسحر الأطلس، أخذت تصاميم مونية عدلوني الحضور في سفر فريد، قدمت خلاله تشكيلة بألوان زاهية وأثواب أنيقة وجذابة. وقدمت هدى لاريني تشكيلة مبهجة تجمع بين الألوان الوردي والبنفسجي، والذهبي والأسود. وبدورها، أحيت المصممة سهام الهبطي تقنيات قديمة معروفة في التراث المغربي ك"الطربوش" المرصع بالأحجار، من خلال تشكيلة رومانسية تترجم النخوة المعروفة على المرأة المغربية عندما ترتدي القفطان في كل المحافل. وأبدعت هند المطيري في قصات القفطان، حيث اشتغلت بالطبقات ومزجت تقنيات مختلفة لإبراز الرسومات المستوحاة من الوشم الأمازيغي القديم. واشتغلت المصممة مرية الشهدي الوزاني، على الطرز الرباطي والفاسي لترسم رموزا إفريقية ممزوجة بشكل غير معتاد، استعانت بأكسسوارات كالأحزمة الجلدية مثبتة على ثوب عتيق، بعضها مزين بقطع من المعدن. أما نجية بنجلون فاستعملت أحجار الزمرد والخيوط الذهبية، ثم أضافت بعض اللمسات المبتكرة كبعض القطع المعدنية على الطرز القديم، والأكسسوارات كالحزام والأقراط المصنوعة خصيصا لقفطان 2018. وكانت المصممة سليمة البوسوني مسك ختام الحفل، الذي قدمه كل من زينب عبيد والإعلامي بلال العربي، إذ أخذت الحضور في رحلة للحظات، إلى شمس هواي، من خلال تشكيلة غنية، تضم رسوما بارزة على أثواب الحرير، مستوحاة من ثقافة البلد. واعتبرت زينب التيموري، مديرة نشر مجلة "نساء من المغرب" في نسختها الفرنسية، ومنظمة حفل "قفطان"، خلال ندوة صحفية أقيمت يوم الجمعة الماضي بالمدينة الحمراء، أن الهدف الأساسي والدائم الذي رافق التظاهرة منذ انطلاقها سنة 1996 هو تخطي حدود الإبداع والموهبة والابتكار، من خلال دعوة المصممين إلى السفر خارج الحدود والانفتاح على هذا العالم. ومن جانبها، أكدت المديرة الفنية لهذه التظاهرة مليكة الزايدي، أن تيمة هذه السنة، أوحت لها بالعديد من الألوان الموسيقية، التي ترجمتها من خلال لوحات فنية راقصة إفريقية وهندية، وأخرى من التراث التقليدي المغربي. أما وفاق لحلو، المسؤولة عن التسوق بالقناة الثانية "دوزيم"، فأثنت على التعاون الذي جمعها بتظاهرة "قفطان" لسنوات، مؤكدة أن هذا الحدث يستأثر باهتمام المغاربة داخل وخارج أرض الوطن، مشيرة إلى أن دورة العام الماضي حققت نسبة مشاهدة بلغت 6 ملايين، متطلعة إلى تسجيل رقم أكبر خلال دورة هذه السنة. الجدير بالذكر، أنه شارك في إحياء تظاهرة "قفطان 2018" كل من الفنانة أسماء لمنور، التي قدمت أحدث أغانيها وسط تفاعل كبير من قبل الجمهور، إلى جانب الفنان الشاب زهير بهاوي، المغني الجزائري موك صايب.