يعود منتدى كرانس مونتانا للانعقاد للسنة الرابعة على التوالي بالداخلة، في الفترة من 15 إلى 20 مارس الجاري، وذلك لمناقشة القضايا المرتبطة ب"إفريقيا والتعاون جنوب-جنوب"، مكرسا بذلك الإشعاع الدولي لجوهرة الجنوب مدينة الداخلة. وباستقبالها لأزيد من ألف مشارك يتحدرون من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية، تعزز مدينة الداخلة جاذبيتها كوجهة متميزة لاحتضان أكبر التظاهرات الدولية، كما يشهد على ذلك انعقاد الدورات الثلاث السابقة لمنتدى كرانس مونتانا المرموق. ويساهم منتدى كرانس مونتانا، بشكل واضح، في إشعاع مدينة الداخلة ومجموع المنطقة، التي أضحت في حد ذاتها نموذجا للرؤية والعمل المهيكل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بالأقاليم الجنوبية للمملكة، حسب ما أكد المنظمون. وأضحت الداخلة، بفضل السياسات التي تم تنفيذها بقيادة جلالة الملك محمد السادس، مختبرا حقيقيا لإفريقيا الغد، وفق ما أبرز المنظمون لهذا الموعد الدولي، الذي أصبح مع مرور الدورات فضاء متميزا لمناقشة الإشكالات الكبرى والتحديات التي تهم، على الخصوص، التنمية والأمن والسلم سواء داخل إفريقيا أو خارجها. وبالنسبة لمؤسسة كرانس مونتانا، الجهة المنظمة لهذا المنتدى، فإن الأمر يتعلق ب"سياسات طموحة وإرادية حرص المغرب على الانخراط فيها، ستمكن من تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مجموع المنطقة، بشكل غير مسبوق". وأشارت إلى أن هذا الحدث الدولي استطاع أن يفرض نفسه بشكل نهائي ولا رجعة فيه، كموعد مهم يهتم بكل ما يتعلق بإفريقيا، وبشكل أوسع بالتعاون جنوب-جنوب. ولعل الأرقام تتحدث عن نفسها، إذ إنه منذ انعقاد الدورة الأولى بمدينة الداخلة، جوهرة الجنوب، تمكن منتدى كرانس مونتانا من جمع أزيد من 3500 مشارك، ضمنهم 43 منظمة دولية وإقليمية، و162 بلدا ممثلين على أعلى مستوى. وينقسم برنامج هذه التظاهرة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى جزأين، الأول بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والجزء الثاني سينضم على متن الباخرة "رابسودي" التي ستنطلق من الداخلة نحو الدارالبيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي. وستشكل هذه الدورة مناسبة لتبادل الآراء والأفكار بين مسؤولين حكوميين من مستوى عال وممثلين عن عالم الأعمال والاقتصاد، حول عدد من المحاور الرئيسية، من بينها على الخصوص "الأمن الغذائي والفلاحة المستدامة" و"اقتصاد المحيطات وقطاع الصيد البحري" و"الطاقات المتجددة والثورة الإفريقية الخضراء"، و"إفريقيا .. محطة رئيسية لطريق الحرير". كما سيناقش المشاركون "التعاون الإقليمي في مجال الصحة العمومية" وكذا "التدبير الحضري الشامل، التحدي الجديد لإفريقيا". وستناقش الدورة، أيضا، قضايا النساء والشباب، في إطار جلسات اسثتنائية لمنتدى النساء الإفريقيات، ورواد المستقبل الجدد الذي يحتفي هذه السنة، كذلك، بالفاعلين الرئيسيين في النهضة الإفريقية. وستتميز أشغال هذه الدورة، أيضا، بتسليم جائزة منتدى كرانس مونتانا 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب-جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله "من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها"، ومن أجل "جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها" .