أجلت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتطوان، الثلاثاء المنصرم، محاكمة البريطاني روبرت اداورد بيل، المتابع في قضية "اختطاف، ومحاولة هتك عرض ثلاث قاصرات بالعنف"، بكل من تطوانوشفشاون، والإقامة غير الشرعية، إلى 11 مارس المقبل. وحسب مصادر مقربة من الملف، فقد جرى إحضار المتهم الانجليزي روبرت بيل من سجن سلا، خلال هذه الجلسة التي تعتبر رابع جلسات النظر في هذا الملف، إذ سبق أن تخلف لجلستين سابقتين بعدما جرى نقله من السجن المدني بتطوان في نونبر من السنة الماضية. وأفادت المصادر نفسها أن سبب التأجيل هو انسحاب جديد للدفاع من الملف، إذ أرجأ الملف إلى التاريخ المذكور، بعدما اعتبرت الهيئة القضائية الملف جاهزا للمناقشة. ومن المنتظر حسب المصادر أن يجري الاستماع إلى المتهم والمرافعات وحجز المداولة للنطق بالحكم، في مارس المقبل. ويرى مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الذي يتابع هذه القضية منذ تفجرها في يونيو 2013، حسب بلاغ صادر عنه، أن هناك احتمالا من وجود ضحايا في أكثر من مدينة مغربية للمتهم، وفق البيانات والمعطيات المتوفرة لدى المرصد، خاصة أنه ظل يتجول بكل حرية بالمغرب وزار مكناس، وفاس، ومراكش، وأكادير، والقنيطرة، وطنجة، رغم وجود مذكرة بحث دولية صادرة عن أنتربول مدريد، وانتهاء مدة إقامته الشرعية بالمغرب، والقبول المؤقت لسيارته". وأعلن المرصد، حسب البلاغ نفسه، عن تضامنه مع الأطفال ضحايا الانجليزي روبرت، وطالب وزارة العدل والحريات بتوضيح ملابسات هذه القضية للرأي العام الوطني، نظرا لخطورتها، كما حمل محكمة الاستئناف بتطوان، مسؤولية التأخير في البت في القضية، لما ذلك من انعكاسات خطيرة على نفسية الأطفال. وكان دفاع المتهم البريطاني، المتابع بجملة من التهم الجنائية المتعلقة ب "محاولة الاختطاف، والاختطاف، ومحاولة هتك عرض قاصرات بالعنف، والإقامة غير الشرعية في المغرب، والفساد"، في وقت سابق، الانسحاب من الملف لأسباب غير واضحة. وتعود تفاصيل هذه الواقعة، حسب بلاغ سابق لمرصد الشمال لحقوق الإنسان توصلت "المغربية بنسخة منه، إلى يوم 18 يونيو الماضي "عندما حاول شخص يحمل الجنسية البريطانية ويدعى روبرت إدوارد بيل، البالغ من العمر 59 سنة، مقيم بطريقة غير قانونية بالمغرب، ومبحوث عنه من طرف الأنتربول، بمحاولة اختطاف ثلاث طفلات، الأولى بمدينة شفشاون والثانية بحي كويلما بتطوان، التي هربت منه واختفت داخل روض للأطفال، والثالثة بالحي نفسه، وتبلغ من العمر ست سنوات، وضعها داخل سيارة من نوع (بوجو)، مرقمة بالديار الإسبانية، وفر بها باتجاه منطقة أزلا (تبعد حوالي 7 كيلومترات عن تطوان)، حيث يكتري منزلا رغم عدم توفره على وثائق الإقامة". وجاء في البلاغ ذاته أن إحدى الطفلات الضحايا، 6 سنوات، أخبرت أعضاء مرصد الشمال، خلال الاستماع إليها بحضور والدتها، أن المتهم اختطفها حين كانت تلعب أمام منزلها، إذ "قاومت المختطف طيلة فترة اختطافها، إلا أنه عندما اصطدم بحاجز اعتيادي للدرك الملكي بأزلا، عاد أدراجه ليحاول الفرار عبر طريق دائري، لولا أن بعض المواطنين قاموا بإيقافه، والاتصال بالشرطة التي ألقت القبض عليه". حسب معطيات الملف، فإن المتهم البريطاني "روبرت إدوارد بيل"، كان هرب إلى المغرب عندما أصدرت وزارة الداخلية الإسبانية مذكرة اعتقال في حقه، بتهمة "اغتصاب الأطفال" و"الاختطاف"، بسبب محاولته اختطاف فتاة تبلغ من العمر 12 سنة في بيليز مالقا جنوب إسبانيا، حيث تعتقد الشرطة أنه قد يكون ارتكب جرائم أخرى. وحسب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الموجود مقره بتطوان، فإن المتهم، الذي يحاكم، منذ منتصف العام الماضي، كان يقيم في مدينة سبتة السليبة، وفر إلى مدينة تطوان، بعد أن صدرت في حقه مذكرة الاعتقال الإسبانية، وأوقف في يونيو الماضي في محطة للبنزين بمنطقة كويلما، حين سمع المارة صرخات طفلة منبعثة من داخل سيارته، فأحاط به عدد منهم واستدعوا الشرطة، وتم إنقاذ الفتاة القاصر من بين يديه. ويعتبر ادوارد من المجرمين المعروفين في الأوساط الأمنية الدولية، إذ نشرت الصحف البريطانية والإسبانية صوره في دجنبر 2012.