أجلت الغرفة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتطوان، الثلاثاء المنصرم، محاكمة البريطاني روبرت اداورد بيل، المتابع في قضية "اختطاف، ومحاولة هتك عرض ثلاث قاصرات بالعنف"، بكل من تطوانوشفشاون، والإقامة غير الشرعية، إلى 11 فبراير المقبل. قال محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في تصريحات صحفية، عقب جلسة المحاكمة، إن "المحاكمة تأجلت للمرة الثانية لعدم حضور المتهم الموجود في سجن الزاكي بمدينة سلا"، مضيفا أن "المرصد لا يستوعب كيف تجري محاكمة متهم في تطوان بينما هو معتقل بسلا". يذكر أن الغرفة الجنائية نفسها أجلت هذا الملف، في جلسة نونبر الماضي، للسبب نفسه وهو عدم إحضار المتهم من سجن الزاكي بسلا. وكان دفاع المتهم البريطاني، المتابع بجملة من التهم الجنائية المتعلقة ب "محاولة الاختطاف، والاختطاف، ومحاولة هتك عرض قاصرات بالعنف، والإقامة غير الشرعية في المغرب، والفساد"، في وقت سابق، الانسحاب من الملف لأسباب غير واضحة. وتعود تفاصيل هذه الواقعة، حسب بلاغ لمرصد الشمال لحقوق الإنسان توصلت "المغربية بنسخة منه، إلى يوم 18 يونيو الماضي "عندما حاول شخص يحمل الجنسية البريطانية ويدعى روبرت إدوارد بيل، البالغ من العمر 59 سنة، مقيم بطريقة غير قانونية بالمغرب، ومبحوث عنه من طرف الأنتربول، بمحاولة اختطاف ثلاث طفلات، الأولى بمدينة شفشاون والثانية بحي كويلما بتطوان، التي هربت منه واختفت داخل روض للأطفال، والثالثة بالحي نفسه، وتبلغ من العمر ست سنوات، وضعها داخل سيارة من نوع (بوجو)، مرقمة بالديار الإسبانية، وفر بها باتجاه منطقة أزلا (تبعد حوالي 7 كيلومترات عن تطوان)، حيث يكتري منزلا رغم عدم توفره على وثائق الإقامة". وجاء في البلاغ ذاته أن إحدى الطفلات الضحايا، 6 سنوات، أخبرت أعضاء مرصد الشمال، خلال الاستماع إليها بحضور والدتها، أن المتهم اختطفها حين كانت تلعب أمام منزلها، إذ "قاومت المختطف طيلة فترة اختطافها، إلا أنه عندما اصطدم بحاجز اعتيادي للدرك الملكي بأزلا، عاد أدراجه ليحاول الفرار عبر طريق دائري، لولا أن بعض المواطنين قاموا بإيقافه، والاتصال بالشرطة التي ألقت القبض عليه". حسب معطيات الملف، فإن المتهم البريطاني "روبرت إدوارد بيل"، كان هرب إلى المغرب عندما أصدرت وزارة الداخلية الإسبانية مذكرة اعتقال في حقه، بتهمة "اغتصاب الأطفال" و"الاختطاف"، بسبب محاولته اختطاف فتاة تبلغ من العمر 12 سنة في بيليز مالقا جنوب إسبانيا، حيث تعتقد الشرطة أنه قد يكون ارتكب جرائم أخرى. وقصد المتهم الإنجليزي إسبانيا بعد أن قضى عقوبتين متتاليتين في بريطانيا بسبب ارتكاب جرائم جنسية ضد أطفال، ويوجد في سجل المجرمين البريطانيين منذ سنة 2003، حيث جرى اعتقاله سنة 2007 بتهمة "محاولة اختطاف قاصر" في هولويل، وحكم عليه بست سنوات سجنا، كما أدين في ما بعد بتهمة "خرق المراقبة المفروضة عليه، والحصول على صور جنسية للأطفال". وحسب مرصد الشمال لحقوق الإنسان، الموجود مقره بتطوان، فإن المتهم، الذي يحاكم منذ منتصف العام الماضي، كان يقيم في مدينة سبتة السليبة، وفر إلى مدينة تطوان بعد أن صدرت في حقه مذكرة الاعتقال الإسبانية، وأوقف في يونيو الماضي في محطة للبنزين بمنطقة كويلما، حين سمع المارة صرخات طفلة منبعثة من داخل سيارته، فأحاط به عدد منهم واستدعوا الشرطة، وتم إنقاذ الفتاة القاصر من بين يديه. ويعتبر ادوارد من المجرمين المعروفين في الأوساط الأمنية الدولية، إذ نشرت الصحف البريطانية والإسبانية صوره في دجنبر 2012.