أكد ييرو بولي السفير فوق العادة لدولة بوركينافاسو بالمغرب أن استقبال المملكة للمهاجرين الأفارقة يدل على تعلقها الشديد بالدول الإفريقية، كما يعكس رغبتها في خلق جسور التعاون معها. قال الدبلوماسي البوركينابي، في حديث لجريدة (الأخبار) نشرته اليوم الأربعاء، إن "المغرب عندما قبل تحمل ثقل الهجرة، فإن ذلك يعني بأنه شجاع ونحن ننحني لهذا القرار"، معتبرا أن عملية طرد المهاجرين تعد سهلة، "غير أن أحاسيس الرحمة والرأفة لدى صاحب الجلالة الملك محمد السادس غلبت حلا آخر، وهو حل يدل على تعلق المغرب الشديد بالدول الإفريقية، تعبيرا عن رغبته في خلق جسور التعاون معها". وأبرز بولي، الذي يقوم بزيارة للجهة الشرقية في سياق تنصيب القنصل الشرفي لبوركينافاسو بهذه الجهة، تميز العلاقات بين البلدين التي تطال جميع المجالات، خاصة التربية والتعليم، حيث يتابع حوالي 500 طالب بوركينابي دراستهم بالمغرب، 300 منهم يستفيدون من منح تقدمها المملكة، ويعدون سفراء حقيقيين للمغرب الذي عمل على تكوينهم العلمي، مسجلا في هذا السياق أن بوركينافاسو استقبلت الفوج الأول من الطلبة الذين درسوا بوجدة كمهندسين وأطر في الأبناك وغيرها. وتطرق إلى التفكير بشأن انطلاق مشروع التربية على المجال الاقتصادي من خلال استثمار الإمكانيات التي تتوفر عليها المنطقة الشرقية، مؤكدا أنه يتم استهداف تجربة المنطقة في الميدان الفلاحي والحكامة المحلية لحل المشاكل المشتركة، كما يتم التفكير في مشروع توأمة بين مدن بوركينابية ومدن بالجهة الشرقية لتبادل التجارب. وأشار إلى أن تعيين قنصل شرفي بالجهة الشرقية يعد تعبيرا صادقا من بوركينافاسو عن رغبتها الحقيقية في تطوير آفاق التعاون الثنائي مع المملكة المغربية في مختلف المجالات. وعبر السفير البوركينابي عن تقديره وإعجابه بالعناية الملكية بالمنطقة، خاصة في المجال التربوي والتوجه نحو التنمية الحقيقية التي أعطت نتائج إيجابية، معربا عن رغبة بلاده في الاستفادة من المقاربة الملكية في هذا المجال، لا سيما وأن المنطقة الشرقية تتوفر على إمكانيات طبيعية مهمة من شأنها أن تساهم في إغناء التجربة البوركينابية، خاصة في المجال الفلاحي الذي قطع فيه المغرب خطوات مهمة جدا.