استطاعت جمعية آيت كْاسا للتنمية والتعاون، خلال سنة واحدة من عمرها، الإشراف على عدد من المبادرات التضامنية والأنشطة الترفيهية، التي استحسنها سكان قبيلة آيت كْاسا، الموجودة بتراب جماعة إمين الدونيت، قيادة أسيف المال، دائرة مجاط، عمالة شيشاوة، ضواحي مدينة مراكش. مبادرة لاقت تجاوب الشباب رغم انخراط أزيد من 200 عضو نشيط بالجمعية، فإن إكراهات الاستجابة لجميع مطالب المنطقة مازالت تفرض نفسها بقوة، وتعيق حماس المنخرطين الشباب، بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، وعلى رأسها صعوبة المسالك الطرقية بين المنطقة ومركز الجماعة القروية وباقي المرافق الحيوية، وتفشي ظاهرة الأمية بين الكبار والصغار، وانقطاع عدد كبير من الأطفال عن الدراسة، بسبب بُعد أقرب إعدادية عن المنطقة بحوالي 80 كيلومترا. أما النساء الحوامل والأطفال في سن التلقيح، فإن حياتهم مهددة دائما بخطر الموت للعدم وجود أي مركز صحي قريب، في حين يعيق ضعف تغطية شبكة الاتصالات كل إمكانية من أجل طلب الاستغاثة. وترتكز جمعية آيت كْاسا للتنمية والتعاون، التي يرأسها محمد العسري، في انجاز مشاريعها، على تطوع أعضائها في الدرجة الأولى والاستعانة ببعض الشركاء، الذين يتم تحديدهم، حسب نوعية المشاريع المزمع إنجازها، من بينهم جمعيات المجتمع المدني، ومؤسسات بالقطاع الخاص، ومجلس الجهة، والجماعة القروية. منذ نشأتها في 2 فبراير 2013، قامت الجمعية المذكورة بعدد من الأنشطة، من أبرزها عقد لقاء تواصلي مع السكان المقيمين بمنطقة آيت كْاسا والمتحدرين منها القاطنين بعدد من المدن المغربية والمتعاطفين مع المنطقة، القيام بحملة تحسيسية خصصت لتعريف السكان بمساطر إنجاز وثائقهم الإدارية، وأخرى لتحسيس تلاميذ المستوى السادس ابتدائي وتسهيل إلحاقهم بالإعدادي بمنطقة مجاط، بعدما تبين أن هؤلاء ينقطعون عن الدراسة بعد نجاحهم، إما لبعد المسافة أو لجهل أولياء أمورهم بملء ملف المنحة وعدم تتبع مساره. كما قامت الجمعية بإصلاح مسلك آيت ڭاسا الرابط بين دوار إكْلوان و دوار تاغرات (حوالي 17 كيلومترا)، بفضل تضافر جهود أعضاء ومنخرطي الجمعية، اعتمادا على سواعدهم و أموالهم الخاصة ومساهمات بعض المحسنين، وكذا الدعم اللوجيستيكي من طرف رئيس الجماعة القروية إمين الدونيت، وبتشجيع من قائد قيادة أسيف المال. وتكفلت الجمعية، من جهة أخرى، بمصاريف الدخول المدرسي للتلاميذ الملتحقين بالإعدادي، وقامت بتوزيع كتب مدرسية وأغطية وملابس لفائدتهم. واحتفالا بنهاية الشطر الأول من إصلاح مسلك آيت كْاسا، نظمت الجمعية مهرجانا تواصليا بمنطقة آيت ڭاسا، تخللته مسابقات ثقافية ودوري في كرة القدم وسهرة فنية أحيتها مجموعات أحواش، حضره أبناء المنطقة القاطنين والقادمين من مختلف المدن المغربية، إضافة إلى بعض ضيوف الجمعية. ومع بداية سنة 2014، قامت الجمعية، بشراكة مع جمعية "رميساء" بصفتها شريكا أساسيا، إضافة إلى "جمعية تنمية عالم الأريافن" و"جمعية آيت حمودو"، و"جمعية إزيامن نتاكمت"، و"جمعية النجوم للتربية والثقافة"، بتوزيع ملابس وأغطية ومواد غذائية، في إطار عملية "لنتحد جميعا ضد البرد". وتعتزم الجمعية، خلال ما تبقى من السنة الجارية الاشتغال على مشروع حفر بئر وبناء صهاريج لتزويد السكان بالماء الصالح للشرب، ومساعدة السكان على إنجاز وثائقهم الإدارية من البطاقة الوطنية البيوميترية وبطاقة الرميد. كما تستعد الجمعية للعمل على توسيع مسلك آيت ڭاسا، وبناء مقر الجمعية وبناء مسجد، والقيام بالنسخة بحملة تحسيسية جديدة لفائدة تلاميذ السنة السادسة من التعليم الأساسي، وتنظيم حملات طبية لفائدة السكان. وأمام التحديات الكبرى التي تواجهها الجمعية في تحقيق جميع مشاريعها، بادر رئيسها إلى توجيه رسائل إلى رئيس جماعة إمين الدونيت وإلى رئيس جهة مراكش تانسيفت الحوز، من أجل طلب الاستفادة من منحة تستعين بها الجمعية في إنجاز مشاريعها التنموية بالمنطفة.