قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن "قضية السلامة الطرقية تشكل أولوية لدى الحكومة، نظرا لانعكاسات حوادث السير على صورة بلادنا دوليا واقتصاديا". وأضاف الخلفي في ندوة صحفية نظمتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، لتقديم برنامج عملها سنة 2014، أن جميع القنوات العمومية ستنخرط في عمل تحسيسي بمساهمة فنانات وفنانين مغاربة، وفي إطار شراكة وطنية صادقة لمواجهة هذه الآفة الخطيرة. وأفاد الخلفي أن هذه الشراكة ستنفذ في سلسلة من الأعمال التلفزية، التي تتجاوز كلفتها المالية 10 ملايين درهم، عبر التحسيس بهذه الآفة وبناء وعي جماعي سينطلق من تأسيس ثقافة جديدة، لا ترتكز فقط على الجزر والمحاسبة بل التوعية بأهمية الوقاية من حوادث السير ". وأوضح الوزير أنه سيكون للفن المغربي والإعلام العمومي دور مهم في تحمل جزء من برنامج العمل التحسيسي لمواجهة هذه الآفة. من جهته أكد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك المكلف بالنقل، في كلمة بالمناسبة أنه بعد تقييم أولي لآفة حوادث السير خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك منذ انطلق العمل بالاستراتيجية الوطنية للوقاية من حوادث السير، اتضح أن العنصر البشري هو الفاعل الرئيسي لهذه الآفة، إذ أن 80 في المائة من حوادث السير هو السبب فيها. ومن هذا المنطلق، يضيف بوليف، يجب تأهيل العنصر البشري والقيام بإصلاحات جوهرية للبنيات الطرقية. وأبرز بوليف أن التقليص من حوادث السير يستدعي انخراط الجميع، ومن هذا المنطلق، فإن برنامج العمل لهذه السنة سيعرف مشاركة القطاع الخاص بجميع مكوناته والمجتمع المدني والعديد من الفاعلين والفنانين والفنانات المغاربة ووسائل الإعلام. وأضاف الوزير نحن نريد من خلال هذه الفلسفة النوعية الوقاية من حوادث السير بالدخول إلى جميع البيوت المغربية وتحسيسها بمخاطر هذه الآفة، وأن لا يتم اعتماد فقط الاستشارات القانونية الزجر للتقليص من الظاهرة. بل نريد معالجة من خلال إبداعات الفنانين المغاربة. وأفاد أن الحديث عن تراجع حوادث السير بمعدل 9 في المائة من متوسط القتلى والجروح البليغة خلال سنة 2013، نريد أن يكون تراجعا لا رجعة فيه. وأشار بوليف إلى أن حوادث السير تسجل 4000 قتيل في السنة، وهذا رقم مخيف وكبير جدا، لكن إذا قمنا بهذه المقاربة التشاركية يجب أن يكون العدد في حدود 1500 قتيل، لأن آفة حوادث السير تؤثر بشكل كبير على اقتصادنا وعلى أداء المغرب، لأنه بالمقابل يجب أن نجتهد لتطوير النمو ليصل إلى 5 أو 5.5 في المائة. وأفاد بن ناصر بولعجول، الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، أن برنامج عمل اللجنة لهذه السنة تمت بلورته باعتماد مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين ومكونات المجتمع المدني، ومواكبة التوجهات الاستراتيجية للحكومة في مجال السلامة الطرقية. وأضاف أن برنامج العمل يتضمن مواد تلفزيونية تحسيسية جديدة لأول مرة على مختلف القنوات للوطنية، القناة الأولى والثانية، وقناة ميدي 1 تي في.