في سياق تفعيل مخططها التواصلي المواكب للخطة الاستراتيجية المندمجة الاستعجالية للسلامة الطرقية 2011 - 2013 وفي إطار التعاون والتنسيق مع مكونات المجتمع المدني المتدخل في مجال التربية والوقاية الطرقية، نظمت اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، أمس الاثنين، بالرباط، لقاء تواصليا مع جمعيات المجتمع المدني المتخصصة والثقافية والتربوية النشيطة في ميدان السلامة الطرقية، بمختلف جهات المملكة. وأفاد عبد العزيز الرباح، وزير التجهيز والنقل، أن هناك "حوالي ألف جمعية تعنى بالطفولة والتربية والكشفية سنشتغل معها في مجال الوقاية من حوادث السير، بينها 200 جمعية تنشط في مجال السلامة الطرقية"، مبرزا أن للمجتمع دورا كبيرا يجب أن يضطلع به. وأكد الرباح، في هذا اللقاء، أنه "بقدر ما يوجد مجتمع مدني يشتغل بجدية، هناك مجتمع مدني أشباح، حتى وإن كانوا قلة، ولا نريد أن نشتغل مع الأشباح". وأبرز أن هذا النوع من الأشباح الذي كان موجودا بين المنتخبين والموظفين والشركات انتهى في عهد الدستور الجديد. وأضاف أن الحكومة مستعدة للاشتغال مع المجتمع المدني الذي يتوفر على برامج وعلى تصورات واضحة، وأن الاشتغال في المرحلة المقبلة سيكون من خلال تعاقد بين الوزارة وجمعيات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن هذا التعاقد سيكون مبنيا على طلب عروض ودفتر تحملات. وبخصوص السلامة الطرقية، أكد الرباح ضرورة تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والإعلام للبحث عن الوسيلة الأفضل والكفيلة بالتقليص من الظاهرة الخطيرة لحوادث السير المميتة، مشيرا إلى أن هناك أرقاما مخيفة تتحدث عن قتل ما يزيد عن 4 آلاف شخص في الطرق، وحوالي 13 ألف جريح بجروح بليغة. وأبرز الرباح أن 90 في المائة من حوادث السير سببها المواطن العادي، موضحا أنه تبين أن نسبة الوفيات وحوادث السير في النقل بالبضائع لا تتعدى 2 في المائة، وفي حافلات نقل المسافرين 3.5 في المائة، ولا تتعدى 6 أو 8 في المائة بالنسبة لسيارات الأجرة. من جهته، قال عز الدين الشرايبي، الكاتب الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، في مداخلة له، إن اللجنة تعمل في إطار مخططها التواصلي والتربوي على تكثيف العمليات الرامية إلى تأطير مستعملي الطريق، من خلال تقوية الشراكة والتنسيق مع مختلف المنظمات والجمعيات العاملة في مجال السلامة الطرقية، سواء على الصعيد المركزي أو الجهوي، أو المحلي. وأشار الشرايبي إلى موقع مكونات المجتمع المدني ودورها الحيوي في التأطير التربوي والتنشئة الاجتماعية والتنمية الثقافية. ومن بين أهداف هذا اللقاء، حسب الشرايبي، التواصل مع مكونات المجتمع المدني، لحثها على تقوية دورها في التوعية بمخاطر حوادث السير، وتحفيز أطر ومنشطي المنظمات والجمعيات من أجل دمج التربية على السلامة الطرقية في العمليات التواصلية والأنشطة التربوية بالأماكن العمومية، وبفضاءات الطفولة والشباب، وفسح المجال أمام مكونات المجتمع المدني لتبني مشاريع هادفة وطموحة في مجال الوقاية والسلامة الطرقية، لتحسين أدائها وتطوير قدراتها على تأطير مستعملي الطريق.