شهدت قاعة الجلسات رقم 7 بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، التي تحتضن أطوار ملف "عقار عين الدياب"، أو ما يعرف بملف السطو على عقارات الأجانب، أول أمس الأربعاء، شنآنا بين الدفاع وهيئة الحكم وبين دفاع المشتكي ودفاع المتهمين، حتى وصلت أصداؤه إلى خارج القاعة، أمام الغرفة الجنائية الابتدائية. وكان سبب هذه المناوشات، التي وصلت إلى حد تهديد رئيس الجلسة أحد المحامين بتحرير محضر له، اعتبار هذه الاحتجاجات "غير مبررة". واعترض المحامي عبد الكبير المحامي طبيح، من هيئة الدارالبيضاء، مرات كثيرة على أسئلة الهيئة القضائية واصفا إياها ب"الاستهزائية"، وطلب من رئيس الجلسة طرح أسئلة في موضوع القضية، كما استشاط المحامي غضبا من أجوبة المشتكي والمتهم في الوقت ذاته في هذا الملف، الفرنسي جيرار بينطاح، المتابع في حالة سراح، وهو يردد عبارة "بنيطاح كيسير المحكمة ويجيب بالكذب.. ولن نسمح له أن يسير المحكمة"، الأمر الذي اعترض عليه رئيس الجلسة، قائلا "واش احنا دراري صغار حتى يسيرنا شي حد؟ السي طبيح خلينا نخدمو"، ملتمسا منه عدم الاعتراض على أسئلة زملائه من المحامين وعلى أسئلة الهيئة القضائية. أما دفاع المتهم مصطفى حيم المتابع في حالة اعتقال، فاعتبر أسئلة الهيئة "ملغومة". وزادت شهادات الشهود، الذين جرى الاستماع إليهم أول أمس، على سبيل الاستئناس، دون أدائهم اليمين القانونية (بعدما كان مقررا الاستماع لستة شهود آخرين بينهم طبيب وموثق)، من الغموض الذي يحيط بحيثيات هذا الملف، رغم وصوله إلى مراحله الأخيرة، والأمر الذي اعترض عليه المحامي طبيح، معتبرا أن شهاداتهم في هذه الحالة لن يصبح لها "حجة قانونية" أمام المحكمة، فأكد رئيس الجلسة أن المحكمة لها الصلاحية القانونية في ذلك. واتسمت تصريحات الشاهدة الفرنسية دينا زوريتا، صديقة لأولكا فيورتني، زوجة الراحل جورج بريسو، مالك "عقار عين الدياب" بالتضارب بين ادعائها صداقة الراحلة، وبين عدم تمكنها من تحديد تاريخ وفاتها، رغم حضورها لجنازتها، كما لم تتمكن من إفادة هيئة الحكم حول معرفتها أو رؤيتها من قبل للمتهم بنيطاح، المتابع في حالة سراح، والمشتكي في الملف ذاته، مشيرة إلى أن الراحلة أخبرتها أنها لا ترتاح له. واستمعت هيئة الحكم للشاهد التهامي المجدوبي، المسير القضائي، كاتب ضبط كان مكلفا بتسيير أموال برسيو وليس بالحجر على شخصه، لأربع سنوات (من سنة 2007 إلى 2010)، بأمر قضائي من رئيس المحكمة الابتدائية بالبيضاء، مضيفا أنه سلم عقد إلغاء الوكالة الممنوحة لبنيطاح، بناء على رغبة بريسو. وكشف الشاهد أن بريسو كان يعاني قصرا في النظر، ولا يستطيع السير وحده بل باستعمال عربة مجرورة، مضيفا أن المتهم حيم هو الذي وضع طلبا لدى المحكمة من أجل تعيين مسير قضائي لملف بريسو القضائي بعد معاناته مع المرض. وأوضح المجدوبي أنه يعرف بنيطاح كابن أخت للراحل بريسو، وأن الأخير أخبره بذلك. وفي جواب لسؤال الهيئة عن طبيعة العلاقة بين بريسو وبنيطاح، وصفها ب "العادية". وأبرز المسير القضائي أنه كان يقوم بمجموعة من الإجراءات بخصوص ملف بريسو، دون الرجوع إلى رئيس المحكمة، الأمر الذي جعل المحامي طبيح يطالب باستدعاء رئيس المحكمة لسؤاله عن توقيعاته بخصوص هذه القرارات المتخذة. وحددت الغرفة الجنائية الابتدائية تاريخ الأربعاء المقبل للاستماع إلى مرافعة النيابة العامة ودفاع المطالب بالحق المدني، وتاريخ 5 فبراير المقبل للاستماع إلى مرافعات الدفاع.