زعم جيرار بنيطاح، المتهم الفرنسي والمشتكي في ملف "عقار عين الدياب" أو ما يعرف بملف "السطو على عقارات الأجانب"، أول أمس الأربعاء، أنه اتفق مع جهات، قال إنها في الرباط، على منحها 25 في المائة من تركة أملاك الفرنسي الراحل جورج بريسو، مالك عقار عين الدياب وذلك في حال فوزه بالقضية المعروضة أمام الغرفة الجنائية الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء. وشكل حديث بنيطاح، المتابع في حالة سراح بتهمة "خيانة الأمانة والنصب" صدمة، إذ عم الصمت داخل قاعة الجلسات رقم 7، التي تحتضن أطوار الملف، إذ أدهش المتهم الهيئة القضائية والدفاع والحاضرين، وهو يؤكد أنه اتفق مع هذه "الجهات"، التي وصفها ب "النافذة" على منحها عقارات أخرى قيمتها 30 مليارا، كما وقع التزاما مكتوبا لمنح مواطن فرنسي 40 في المائة من ثروة بريسو، وهو على قيد الحياة، إلا أنه رفض الكشف عن أسماء هذه الجهات المتفق معها على التدخل من أجل الحكم لصالحه. وأضاف بنيطاح أمام هيئة الحكم، أنه لا يتوفر على أي وثيقة تثبت نسبه إلى الراحل جورج بريسو، وتفيد أنه وريث له أو لزوجته الراحلة أولكا فيورتني. وقال ردا على سؤال للهيئة حول ما يدعيه من نسب لعائلة بريسو، "لا أتوفر على توكيل من مجلس العائلة، لأنني مستفيد من تركة بريسو، بناء على وصية أنجزت تحت إشراف موثق القنصلية الفرنسية". وكشفت جلسة أول أمس عن العديد من الحقائق المثيرة، التي فجرها المتهم /المشتكي بنيطاح، فضلا عن متهمين آخرين، وجهت إليهم الهيئة القضائية أزيد من 70 سؤالا، ما أثار حفيظة هيئة الدفاع، التي دخلت في ملاسنات مع الهيئة القضائية بخصوص ذلك، وهو ما اعترض عليه رئيس الجلسة، الذي طالب الدفاع بعدم التدخل في اختصاصه، الذي يخوله له القانون. أسئلة هيئة الحكم المتوالية جعلت أجوبة المتهم بنيطاح تتناقض بخصوص إصابة الراحل جورج بريسو بمرض ألزهايمر، ليكشف أن الأخير، الذي أصبح المالك الوحيد لكل الأملاك العقارية والمنقولة المملوكة لزوجته بعد وفاتها، لم يكن مصابا بألزهايمر أثناء توقيعه الوصية للمنعش العقاري مصطفى حيم، المتابع في حالة اعتقال في الملف نفسه. وتلعثم بنيطاح، الذي أحضرت المحكمة مترجما ليترجم له أسئلة هيئة الحكم والدفاع، خلال مواجهته من طرف دفاع المنعش العقاري حيم، بوصية مرسلة من فرنسا، إذ كشف أن الوصية أنجزت تحت إشراف موثق القنصلية الفرنسية بالبيضاء، قائلا إن "الوكالة موضوع الملف لم تكتب من طرف بريسو"، وأن موثقه هو الذي أرسلها له بالفاكس، مشيرا إلى أن بريسو لم يكن حاضرا أثناء تسلم الوكالة. واعترف بنيطاح، أيضا، بسحب مبلغ 513 ألف أورو من حساب بنكي لبريسو، بناء على وصية (مشكوك في صحتها)، ووضعه في حسابه الخاص بفرنسا، أعطى جزءا منه لأحد أصدقائه بفرنسا، مضيفا أنه باع عقارا بفرنسا ووضع ثمنه في حساب بنكي، وسجل تأمينا على الحياة لفائدته كطرف موصى له، مؤكدا عملية إيقافه خلال إحدى رحلات مغادرته المغرب، وبحيازته متعلقات خاصة بجورج بريسو. وتساءل دفاع حيم عن سبب تغييب الوثائق، التي تؤيد موقف موكله خلال مسطرة التحقيق التفصيلي، مقابل تضمين الملف كل الوثائق التي تخدم الموقف القانوني للطرف المشتكي/المتهم. من جهته، أوضح المتهم بلقاسم لغدايش، منعش عقاري متابع في حالة اعتقال، عدم وجود أي علاقة له بالعقد العرفي، الذي يجمع بين أولكا ولطفي بنزاكور، المطالب بالحق المدني في هذا الملف، كما أكد عدم لقائه بالراحلة أولكا فيورتني، زوجة بريسو. وكشف المتهم، خلال الاستماع إليه، عن وجود قضية رائجة أمام المحاكم من أجل إتمام البيع في عقار حسان بالرباط، وأن عربون البيع مازال في خزنة الشركة، قائلا "أصر على إتمام البيع". أما المتهم رضوان الخلفاوي (محام، متابع في حالة سراح)، فأكد أمام هيئة الحكم "ضياع عقد الوكالة الذي حرره لفائدة الراحلة أولكا في ظروف غامضة"، قائلا "حررت لي أولكا شيكا من أجل اقتناء عقار حسان، وهناك تحويلات تثبت أن مبلغ 35 مليون درهم تم تحويلها من حسابي إلى حساب شركة (نورماندي بارك) في ظرف أسبوع، ومسؤولياتي كوكيل سقطت قانونيا بوفاة الموكلة أولكا فيورتني". وأجلت الهيئة القضائية الجلسة، التي استمرت أزيد من 4 ساعات، إلى 22 يناير الجاري، من أجل مواصلة مناقشة الملف، بالاستماع إلى الشهود.