أعلن صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، خلال الحفل الختامي للدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي، عن تنظيم الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي بالمغرب. الكاتب المسرحي المغربي عبدالكريم برشيد تميز الحفل الختامي للدورة السادسة، التي احتضنتها، أخيرا، إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، على مدى أسبوع كامل، بتكريم الكاتب المسرحي المغربي المتميز عبدالكريم برشيد إلى جانب عدد من الكتاب العرب، وترؤس الأكاديمي المغربي خالد أمين لجنة تحكيم الدورة السادسة. وبهذه المناسبة، اعتبر الناقد المسرحي سالم اكويندي أن اختيار المغرب للدورة المقبلة "شرف للمغرب وتأكيد على توجهات الهيئة العربية للمسرح العربي في تداول مهرجاناته وأنشطته بين الدول العربية وإعطاء امتدادات على خارطة العالم العربي تعريفا وإثباتا لفكرة الهيئة وحضورها من خلال هذه الاستضافات". أما الناقد عبدالفتاح الشادلي فاعتبر الدورة المقبلة "دعما فعليا وحقيقيا للحركة المسرحية بالمغرب ينبغي استثمارها لتعزيز المؤهلات والقدرات والكفاءات المسرحية على العديد من المستويات، وأن تكون حافزا للنهوض بالمسرح المدرسي في شقيه الديداكتيكي والتنشيطي". ورغم أن المغرب، غاب عن المسابقة الرسمية للعروض المسرحية، إلا أنه شارك في فعاليات الندوة المهمة حول "الهويات الثقافية"، كما ترأس لجنة التحكيم في شخص الناقد خالد أمين، إلى جانب وجود اسم المسرحي المغربي عبدالكريم برشيد ضمن قائمة المكرمين من المؤلفين. واختتمت الدورة السادسة من المهرجان بفوز مسرحية "ريتشارد الثالث" للتونسي جعفر القاسمي بجائزة أفضل عمل مسرحي من بين تسعة أعمال مسرحية مشاركة في المسابقة الرسمية من عدد من الدول العربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والعراق، إضافة إلى الإمارات. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن ثلاثة عروض من بين تسعة ترشحت للفوز بالجائزة لما تمتعت به من مواصفات وبنى واشتغالات مسرحية متميزة، وهي "نهارات علول" من تأليف مرعي الحليان وإخراج حسن رجب من الإمارات، والمسرحية العراقية "عربانة" من تأليف حامد المالكي وإخراج عماد محمد، ومسرحية "ريتشارد الثالث" من تأليف محفوظ غزال وإخراج جعفر القاسمي لفرقة إنتراكت برودكشن من تونس. وتشكلت لجنة التحكيم بتكليف من الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح، من الدكتور خالد أمين من المغرب رئيسا، وعضوية كل من خالد أمين من الكويت، وغانم السليطي من قطر، ومكي سنادة من السودان، وهشام كفارنة من سوريا. واستحضر القاسمي في عمله حكاية مسرحية شكسبير الشهيرة "ريتشارد الثالث"، مقدما مقاربة راهنة لأوضاع بعض المجتمعات العربية. فقدم المسرحية بزمنين يمضي كل منهما بوتيرة تكمل الأخرى، ليخلق حالة تماثل الوقائع، والأحداث تتبدى في شكلين كل منهما يدور في مضمون واحد ملخصه صناعة المستبد وقابلية الاستبداد. وجاء في بيان لجنة التحكيم أن كافة العروض تقاطعت مع الهموم المعيشة في الوطن العربي، وامتلكت موقفا واضحا ضد الموت والقمع والظلامية والتخلف، ونادت بحرية الأوطان والإنسان. وأوصت اللجنة في بيانها المسرحيين العرب ب"إيلاء اللغة العربية الفصيحة أهمية أكبر في صياغة النصوص، من حيث طاقتها الدرامية العظيمة التي تكتنزها، ومن حيث تسهيلها التواصل بين الجميع. وبالعمل على وجود آليات جديدة لإعداد الممثل بحيث تتكامل قدراته التعبيرية جسدا ونطقا وانفعالا دون تغول إحداها على الأخرى، إذ إن متطلبات التعبير باتت بحاجة إلى تطوير". وذكرت اللجنة أنها تجد في مشروع المركز العربي للتأهيل المسرحي الذي تنوي الهيئة العربية للمسرح إطلاقه، البوابة المثلى لتحقيق هذا الهدف، وأوصت اللجنة أن يقام في الشارقة لما تتوفر عليه من مناخات محفزة للإبداع. كما أوصت اللجنة الهيئة العربية للمسرح بالعمل على إشراك العرض الفائز بالجائزة في مهرجانات عربية ودولية، وكذلك الأمر لعروض متميزة وصلت إلى التنافس النهائي، ولم تنل الفوز. من جانبه قال إسماعيل عبدالله، أمين عام الهيئة العربية للمسرح في كلمة ألقاها بالمناسبة "نقف اليوم على عتبة وداع الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي بعد أسبوع من انطلاقته بكل العنفوان والشباب والجمال أسبوع شغل المسرح فيه جنبات الشارقة ونال من دفء حناياها ما منح كل الفعاليات صفة الإدهاش والتجلي". وأضاف إسماعيل عبد الله "جئنا إلى الشارقة بكل ما نحب نبادلها حبا حب فغمرنا سلطانها بوعد الخير بعصر تنوير يدرأ الزحف الظلامي الذي لا يفوت فرصة للانقضاض على كل ما هو جميل حين ربط بين سوء استخدام المسرح وخفوت الحس الوطني لدى الجمهور، ويعمل ليجعل من شارقته شارقة تسمح للطلائع المختلفة من الفرق المسرحية بالالتقاء والتعارف على أرضها، حيث تختلط كل أنواع الفنون".