دخل مخطط خفض نسبة وفياة الأمهات والمواليد في المغرب، الرامي إلى بلوغ أهداف الألفية للتنمية بحلول 2015، مرحلة العد العكسي والتزم المغرب بخفض وفيات الأمهات بثلاثة أرباع، وبثلثين بالنسبة إلى وفيات الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، في أفق العام المقبل. وتبعا لذلك، وضعت وزارة الصحة مخطط عمل وزاري، ذي أهداف في أفق 2016، يرمي إلى خفض وفيات الأمهات من 112 إلى 50 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وخفض وفيات المواليد من 19 إلى 12 وفاة لكل ألف ولادة حية، وفق مخطط يشتمل على 51 إجراء، ينقسم بين ما يتعلق بوفيات الأمهات ووفيات المواليد. يأتي ذلك في ظل المعطيات الرسمية التي تفيد تشخيص حمل ألف و757 امرأة في اليوم، 266 منهن يحتجن إلى تدخل جراحي مستعجل، وأن حاملين منهن تفقد حياتها بشكل يومي. وتفوق نسبة وفيات الأمهات في الوسط القروي مرتين نسبة الوفيات المسجلة في الوسط الحضري، ب 148 مقابل 73 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية في الوسط الحضري، وهو ما يفيد استمرار وجود العديد من المفارقات بين الوسط الحضري والقروي، وبين الجهات وبين الأوساط السوسيو اقتصادية، في ما يخص الولوج إلى علاجات التوليد. وبالموازاة مع ذلك، تسجل وفاة 54 طفلا، تقل أعمارهم عن 5 سنوات، ضمنهم 51 طفلا، يموتون قبل سنتهم الأولى، و38، قبل تخطيهم الشهر الأول من الولادة، وهو ما يمثل نسبة 71 في المائة، حسب المعطيات الرسمية لوزارة الصحة، التي قدمت حولها شروحات مفصلة خلال ورشة تكوينية، نظمتها وزارة الصحة لفائدة الإعلاميين، أول أمس الخميس، حول برنامج المساءلة عن صحة المرأة والطفل. ويعتبر تعرض الحامل للنزيف بعد الولادة السبب الأول لوفيات الأمهات في المغرب، وهو ما جعل المخطط يرمي إلى توفير مجموعة من التدابير، أبرزها تحسين توافر مشتقات الدم المتعلقة بالولادة في جميع المستشفيات الإقليمية، حسب ما أوضحه الدكتور حشري حفيظ، مسؤول مديرية التدخلات الطبية بوزارة الصحة. أما أبرز الأسباب الطبية لوفيات المواليد الجدد في المغرب، فتتلخص في مشاكل التنفس التي تحدث بنسبة 29.5 في المائة، وأمراض التعفنات، بنسبة 25 في المائة، وبسبب الولادة المبكرة، بنسبة 19 في المائة، وبسبب الاختناق المولدي بنسبة 10 في المائة، حسب نتائج دراسة أنجزت في المستشفيات الجامعية سنة 2011. وأشار الدكتور حفيظ حشري، مسؤول مديرية التدخلات الطبية بوزارة الصحة، إلى أن المغرب عرف انخفاضا في نسبة وفيات الأمهات، خلال العشرين سنة الماضية، بنسبة 66 في المائة، إذ انتقلت من 332 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية سنة 1992 إلى 112 لكل 100 ألف ولادة في سنة 2010. أما بالنسبة إلى وفيات الأطفال، الذين يقل عمرهم عن 5 سنوات، فانخفضت نسبة الوفيات وسطهم، من 84 سنة 1992 إلى 30 وفاة لكل ألف ولادة حية سنة 2011، أي بانخفاض يعادل 64 في المائة، يضيف المسؤول ذاته، حسب المعطيات الرسمية. يشار إلى أن أشغال الورشة التكوينية والتحسيسية تطرقت إلى المحددات الاقتصادية والاجتماعية التي لها أثر على نوعية وجودة صحة الأم والوليد في المغرب، كما جرى رصد مطول للتدابير والإجراءات الرامية إلى خفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال، موزعة على مجموعة من محاور التدخل، والإجراءات المصاحبة.