اعترف وزير الصحة الحسين الوردي بأن الولوج للخدمات الصحية وجودتها يشكل عنوانا ضعيفا في المنظومة الصحية بالمغرب، الأمر الذي يؤدي إلى استمرار تسجيل وفيات الأمهات عند الولادة، إذ يبلغ معدل وفياتهن بالوسط القروي 148 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، أي ما يناهز ضعفي معدل الوسط الحضري الذي يقدر ب 73 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وذلك بناء على نتائج الدراسة التحليلية التي أنجزت والتي همّت أسباب وظروف وفاة الأمهات لسنة 2010 . الوردي الذي كان يتحدث بمناسبة انعقاد الملتقى الخاص بإعطاء انطلاقة مخطط العمل2015-2013 المتعلق بتسريع وتيرة الخفض من معدل وفيات الأمهات، والمواليد الجدد، والأطفال دون السن الخامسة، بالجهات ذات الأولوية، أشار كذلك إلى أن معدل وفيات المواليد الجدد يبلغ حاليا 21.7 لكل 1000 ولادة حية، أي ما يمثل 71% من المعدل الإجمالي لوفيات الأطفال دون السن الخامسة، مرجعا أسباب ارتفاع الوفيات في صفوف المواليد إلى الولادة قبل الأوان، والنقص في الوزن عند الولادة، والاختناق، وكذا الإصابة بالتعفنات. بالمقابل وقف وزير الصحة في كلمته التقديمية عند مؤشرات أخرى اعتبرها مشجعة من قبيل استعمال %67 من النساء في سن الإنجاب لوسيلة من وسائل منع الحمل، مقابل 42% سنة 1992، بالإضافة إلى أن 77% من النساء استفدن من خدمات الفحص الطبي قبل الولادة مرة واحدة على الأقل، مقابل 32% سنة 1992، مضيفا أن نسبة الولادات تحت المراقبة الطبية انتقلت من 31% سنة 1992 إلى 74% سنة 2011. هذا التحسن المضطرد في المؤشرات الثلاثة جعل معدل وفيات الأمهات ينخفض من 332 وفاة لكل 100.000 ولادة حية سنة 1992 الى معدل 112 وفاة لكل 100.000 ولادة حية سنة 2010 أي بنسبة انخفاض بلغت 67% في ظرف عشرين سنة. أما بخصوص معدل وفيات الأطفال دون السن الخامسة، فقد أشار الوردي الى أنه عرف تحسنا بحيث انخفض من معدل 84 وفاة لكل ألف ولادة حية سنة 1992 إلى 30 وفاة لكل ألف ولادة حية سنة 2011، أي بنسبة انخفاض بلغت 64%. ويهدف المخطط الذي تم عرض مضامينه أمام المشاركين إلى خفض معدل وفيات الأمهات إلى 60 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، أي ما يعادل انخفاضا بنسبة 82% بالمقارنة مع سنة 1990، تقليص معدل وفيات الأطفال دون السن الخامسة إلى 23 وفاة لكل 1000 ولادة حية، أي ما يعادل انخفاضا بنسبة 70% بالمقارنة مع سنة 1990، وتقليص معدل وفيات المواليد الجدد إلى 14 وفاة لكل 1000 ولادة حية، أي ما يعادل انخفاضا بنسبة 35%، وهي الأهداف التي ينتظر المتتبعون كيفية أجرأتها وتحقيقها في ظل منظومة صحية ينعتها عدد مهم من المهنيين، والفاعلين والمواطنين على حد سواء بكونها «معتلة»!؟