أطلقت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، في لقاء عقدته بالرباط، مخطط العمل 2013-2015 المتعلق بتسريع وتيرة الخفض من وفيات الأمهات والمواليد الجدد والأطفال دون سن الخامسة بالجهات ذات الأولوية والتي يبلغ عددها 9 وتتسم كلها بالنقص من حيث مؤشرات التغطية الخاصة بصحة الأم والطفل. وقد رصد لتفعيل هذا المخطط بهذه الجهات التسع، غلاف مالي يناهز 271 مليون دولار، تمثل فيه حصة تمويل وزارة الصحة نسبة 97 في المائة، و3 في المائة نسبة الأممالمتحدة. وقال الحسين الوردي، وزير الصحة، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المخطط يعتبر خارطة طريق تم إعدادها انطلاقا من توجهات مخطط تسريع خفض وفيات الأمهات والمواليد 2012-2016 وكذا الاستراتيجيات والبرامج التي تعنى بصحة الأم والأطفال دون السن الخامسة، موضحا أن هذا المخطط يحمل في طياته إجراءات وتدابير يتوقع أن تؤثر بشكل إيجابي وفعال على الوضعية الراهنة وترقى بها إلى الأحسن في أفق 2015، لتكون بذلك قد أسهمت أيضا في بلوغ أهداف التنمية المنشودة على الصعيد الوطني. وقد سطر هذا المخطط، حسب الوزير، أهدافا محددة تتمثل في خفض معدل وفيات الأمهات إلى 60 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، أي ما يعادل انخفاض بنسبة 82 في المائة بالمقارنة مع سنة 1990، وتقليص معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى 23 وفاة لكل 1000 ولادة حية، أي ما يعادل انخفاضا بنسبة 70 في المائة بالمقارنة مع سنة 1990، وتقليص معدل وفيات المواليد الجدد إلى 14 وفاة لكل 1000 ولادة حية، أي ما يعادل انخفاض بنسبة 35 في المائة. وأوضح الوردي أنه لتحقيق هذه الأهداف، تمت برمجة إجراءات يستوجب إعطاؤها أولوية قصوى خلال مرحلة التفعيل، ذكر منها، تحسين جودة التكفل بالمضاعفات الخطيرة والناجمة عن الحمل، وتنظيم ودعم العرض الصحي الخاص بطب المواليد، وتحسين جودة التكفل بالمواليد، وتطوير سبل التكفل بصحة الطفل بشكل مندمج، ودعم البرنامج الوطني للتلقيح وتتبع وتقييم التدابير المتعلقة بصحة الأم والطفل على المستوى الجهوي من أجل نجاعة أكبر. وأكد الوردي أنه لضمان تتبع دقيق لهذا المخطط، عمدت وزارة الصحة على إعداد ونشر دورية وزارية في هذا الإطار تهم إحداث لجنة خاصة مقرها بالإدارة المركزية تعكف على تتبع وتقييم التدابير المبرمجة في هذا الإطار وكذا لجان بالجهات التسع ذات الأولوية. وأوضح الوزير أن اختيار هذه الجهات التي تحظى بالأولوية في إطار هذا المخطط نابع من نتائج البحث المتعلق بالسكان والصحة، والذي أجري على الصعيد الوطني سنة 2011، حيث أسفر عن تحديد تسع جهات تعاني من نقص في المؤشرات الخاصة في مجال خدمات صحة الأم والطفل. وتمثل السكان بهذه الجهات التسع، حسب الوزير، 65 في المائة من مجموع سكان المملكة، كما تمثل نسبة النساء في سن الإنجاب بهذه الجهات المستهدفة 66 في المائة من المجموع الوطني لهذه الفئة العمرية من النساء. وفي السياق ذاته، أبرز الوزير أن إعداد مخطط العمل 2013-2015 المتعلق بتسريع وتيرة الخفض من معدلات وفيات الأمهات والمواليد الجدد والأطفال دون سن الخامسة بالجهات ذات الأولوية جاء لاعتبارات مهمة، ذكر منها اقتراب نهاية العد العكسي لبلوغ أهداف الألفية الإنمائية في أفق 2015 وخصوصا الهدفين 4 و5، وكذا التوصيات المنبثقة عن اللجنة الخاصة بالإعلام والمساءلة في ما يخص صحة الأم والطفل وأيضا أخذا بعين الاعتبار الإعلان المنبثق عن الاجتماع الرفيع المستوى الذي نظم بدبي خلال يناير 2013 تحت شعار"إنقاذ حياة الأمهات والأطفال.. معا لمواجهة التحدي وتسريع وتيرة التقدم نحو بلوغ الهدفين 4 و5 من أهداف الألفية في إقليم الشرق المتوسط". من جهته، أكد الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الذي حضر حفل إطلاق مخطط العمل 2013-2015 لتسريع وتيرة الخفض من وفيات الأمهات والمواليد الجدد والأطفال دون سن الخامسة بالجهات ذات الأولوية، على دعم منظمة الصحة العلمية لهذا المخطط، وأن المنظمة واليونسف وصندوق الأممالمتحدة للسكان سيعملون عن كثب داخل منظومة الأممالمتحدة مع الشركاء الآخرين لدعم المغرب في هذا المسعى. وأفاد أن المنظمة سوف تقدم، فضلا عن المساعدة التقنية، دعما ماليا من أجل تسريع وتيرة بلوغ صحة الأمهات والأطفال بما يساعد المغرب على الشروع في تنفيذها في 2013. وأوضح الدكتور العلوان أن إقليم الشرق المتوسط شهد على مدى الأعوام الفائتة تقدما كبيرا في الحد من وفيات الأمهات والأطفال، إذ انخفضت وفيات الأطفال دون الخامسة بنسبة 45 في المائة في الفترة ما بين 1990 إلى 2012، في حين تراجعت وفيات الأمهات بنسبة 42 في المائة في الفترة بين 1990 إلى 2010. ومع ذلك، حسب الدكتور العلوان، يموت كل يوم أكثر من 2400 طفل و107 أمهات في إقليم شرق المتوسط. وهو ما يجعل إقليمنا متأخرا في الوقت الراهن في بلوغ الهدفين 4 و5 من أهداف الألفية الإنمائية. وذكر، في هذا الصدد، أن المسح الصحي والديمغرافي الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط في 2009-2010 في المغرب كشف عن تراجع معدل وفيات الأمهات في المغرب من 322 إلى 112 وفاة لكل ألف ولادة حية في الفترة 1992 إلى 2010، وبخفض وفيات الأمهات بنسبة 65 في المائة سيكون المغرب سائرا على الدرب لبلوغ الهدف 5 من أهداف الألفية الإنمائية، مضيفا أن التقديرات الحديثة لوفيات الأمهات دون الخامسة تشير إلى انخفاضها بواقع 61 في المائة في الفترة 1990 إلى 2012. وأشار الدكتور العلوان إلى أنه انطلاقا من الالتزام الذي عبر عنه إعلان دبي، شرعت وزارة الصحة المغربية في الأشهر القليلة الماضية في عملية تخطيط موسعة ضمت الشركاء والوكالات الرئيسية داخل الأممالمتحدة على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، تمخض هذا العمل عن صياغة خطة وطنية شاملة مقدرة التكاليف للارتقاء بالتدخلات العالية المردود على صحة الأمهات والأطفال في المغرب.