أكد المقاوم محمد بنسعيد آيت إيدر أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يمثل محطة مهمة من تاريخ الكفاح الوطني من أجل نيل الاستقلال، ساهمت في تأسيسها وجوه وطنية بارزة بفضل وطنيتها ووعيها السياسي واستماتتها في الدفاع عن مطالبها المشروعة رغم القمع الشرس الذي جوبهت به من قبل المستعمر الفرنسي. أوضح آيت إيدر، الذي حل، السبت المنصرم، ضيفا على نشرة القناة الثانية "دوزيم"، أن هذه الفترة التي تزامنت مع بزوغ حركات التحرير الوطني عبر العالم، اطلع فيها السلطان محمد بن يوسف بدور طلائعي إن على مستوى مساندة الكفاح الوطني المسلح أو على مستوى المطالبة باستقلال المغرب على غرار ما تم خلال انعقاد (مؤتمر أنفا) في يناير 1943، والذي شارك فيه قادة الدول العظمى آنذاك، مبرزا أن هذه المرحلة من تاريخ المغرب شهدت تأسيس تحالف ضمني بين الملك والحركة الوطنية، في سبيل الدفع بمطالب المغرب من أجل نيل استقلاله. وبعد ذلك أسهب آيت إيدر في الحديث عن الأدوار المختلفة التي اطلع بها بعض قادة حركة التحرير الوطني على مختلف الواجهات، سيما عبر العمل على تنظيم الحركة السياسية الوطنية وتأطير وتعبئة مختلف الفاعلين في معركة المطالبة بالاستقلال، مثل توسيع انخراط العمال المغاربة في النقابات العمالية الأجنبية وتشجيع فتح مدارس التعليم الحر التي لعبت دورا أساسيا في تكوين النخب السياسية الرائدة التي رفعت مشعل الدفاع عن استقلال المغرب. وتابع آيت إيدر أنه وبعد الحرب العالمية الثانية، حصل انفراج سياسي في العالم، وكذا في المغرب، حيث انعكس ذلك إيجابا على الحركة السياسية الوطنية، من خلال إطلاق سراح العديد من المعتقلين وإعادة عدد من الوطنيين المنفيين داخل وخارج المغرب، مبرزا أن هذا الانفراج لم يعمر طويلا، بسبب تنظيم لقاء طنجة سنة 1947، والذي شكل حدثا جديدا بعد سنة 1944، باعتباره مثل أول محطة لفك العزلة عن المغرب بفضل الخطاب التاريخي الذي ألقاه السلطان محمد الخامس، إلى جانب الأهداف الأخرى المتوخاة منه، والمتمثلة أساسا في تثبيت الوحدة بين مناطقه الثلاث (المنطقة الخليفية والمنطقة السلطانية والمنطقة الدولية). وخلص إلى أن هذه الأدوار الطلائعية التي قادتها هذه الوجوه الوطنية يمكن أن تكون دروسا وعبرا لشباب اليوم، من خلال استحضار هذه الوجوه النضالية إعلاميا في مثل هذه المناسبات لتكون نبراسا تقتدي به الأجيال الشابة ومن أجل استعادة وتقوية ذاكرتها الجماعية.