انطلقت، مساء أمس الأحد في مداغ بإقليمبركان، أشغال الدورة الثامنة للملتقى العالمي للتصوف، الذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية في موضوع "التصوف وبناء الإنسان..نحو إصلاح متوازن". وأكد مدير الملتقى السيد منير القادري بودشيش، خلال الجلسة الافتتاحية، أهمية هذه التظاهرة التي تتوخى إبراز العلاقة التفاعلية بين إصلاح الفرد والمجتمع، موضحا أن كل إصلاح تنموي بشري ومجتمعي يتطلب بعدا أخلاقيا روحيا يجعل هذا الإصلاح في منأى عن الجشع والاستبداد والسيطرة والظلم ويحقق للإنسان توازنه ومصالحه الاجتماعية. وأضاف خلال هذه الجلسة الافتتاحية للملتقى، المنظم بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أن الإنسان في حاجة اليوم إلى بناء يستعيد به توازنه المفقود وينشله من براثن التعاسة والشقاء ويضعه من جديد على سكة العطاء الحضاري النافع في الحال والمآل. من جهته، اعتبر حكيم فاضل الإدريسي أستاذ التصوف والفكر الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك الدارالبيضاء، أن اختيار موعد هذا الملتقى يتزامن مع المولد النبوي الشريف، يشكل رسالة مفادها أن النهج الصوفي في الطريقة البودشيشية هو نهج نبوي. وأشار إلى أن هذا النهج الصوفي لا يكون نهجا مؤثرا إلا باستحضار هذه المرجعية الأساسية في حياة المسلمين التي هي صورة وشخصية النبي (صلى) التي فيها دواء وشفاء لكل العلل والمشاكل التي يتخبط فيها المسلمون. ويشارك في هذا الملتقى، المنظم بشراكة مع المركز الأورو - متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، ثلة من الباحثين الجامعيين والعلماء والمختصين من المغرب والخارج لدراسة مجموعة من المحاور ذات الصلة بالتصوف وبناء الإنسان، من بينها على الخصوص التصوف ومفهوم الإصلاح المتوازن..الأهداف والآليات، والبعد الروحي لبناء الإنسان، والتصوف ومشكل السلوكيات المحفوفة بالمخاطر. وتتمحور أيضا مواضيع هذا الملتقى حول مناقشة ودراسة التصوف وبناء الأسرة والمجتمع، والفراغ الروحي في المجتمعات الغربية، وثمرة الإصلاحات..دور القيم الروحية في الحوار بين الأديان، ودور التصوف عبر التاريخ في إصلاح المجتمع، والقيم الروحية في المواطنة والحكامة والتضامن والتنمية. وتعكس الملتقيات الدولية للصوفية، التي تهدف إلى التعريف بفضائل الصوفية، وإبراز البعد التربوي والروحي للإسلام، الاهتمام الخاص الذي توليه الزوايا بالمغرب للمقاربة العلمية في تناول البعد الأخلاقي للإسلام، عبر سعيها نحو تحقيق التوازن بين الجوانب الروحية، والعلمية، والاجتماعية والثقافية في حياة الإنسان.