بدأت سوريا نقل مواد الأسلحة الكيماوية خارج البلاد في أحرج مرحلة من برنامج نزع التسلح المدعوم دوليا، الذي تأجل تنفيذه بسبب الحرب والمشكلات الفنية. خبراء خلال عملية التحقق من استعمال الكيماوي السوري (خاص) قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أول أمس الثلاثاء، إن سوريا شحنت "أول مواد كيماوية ذات أولوية" إلى خارج البلاد، بعد نقلها إلى ميناء اللاذقية ثم إلى سفينة دنمركية تبحر حاليا تجاه المياه الدولية. وكانت سوريا وافقت على التخلي عن أسلحتها الكيماوية بحلول يونيو بموجب اتفاق اقترحته روسيا وتم الاتفاق عليه مع الولاياتالمتحدة بعد هجوم بغاز السارين في 21 من غشت الماضي، الذي ألقت الدول الغربية المسؤولية عنه على قوات الرئيس بشار الأسد. وتتهم دمشق المعارضة المسلحة بالمسؤولية عن الهجوم. وأدت الحرب والطقس السيء والمعوقات البيروقراطية ومسائل فنية إلى انقضاء مهلة آخرها في 31 من دجنبر، لإزالة المواد السامة الأشد فتكا من سوريا. ولم تذكر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية النسبة المائوية لما تم نقله من المواد الكيماوية "الأشد خطورة"، التي يصل إجمالها إلى 1300 طن- ولكنها قالت إن تسع حاويات تحمل مواد كيماوية شديدة الخطورة نقلت على متن السفينة الدنمركية. وأضافت المنظمة في بيان "ترافق السفينة قطع بحرية قدمتها الدنمارك والنرويج وأيضا الجمهورية العربية السورية." وتابعت "وستبقى في البحر بانتظار وصول مواد كيماوية إضافية ذات أولوية إلى الميناء". وأضاف البيان أن سفنا من الصين والدنمرك والنرويج وروسيا توفر الأمن البحري لهذه العملية. واستعادت القوات الحكومية السيطرة على الطريق السريع الذي يربط بين دمشق والساحل وهو الطريق الذي تحتاج إليه الحكومة السورية لنقل المواد السامة. وتم طرد قوات المعارضة من ثلاث مدن على طول الطريق، ولكن نشطاء يقولون إن المركبات التي تتحرك على طول هذا الطريق ستظل عرضة لكمائن المتمردين. ورحبت واشنطن بنقل المواد الكيماوية، وقالت إن حكومة الأسد ملتزمة في ما يبدو بالاتفاق. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي في إفادة صحفية "ما مازال يتعين عمل الكثير. ولا سبب يدعونا إلى الاعتقاد بأن النظام نكص في أي جانب من وعوده". ودعا زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا، أول أمس الثلاثاء، إلى وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية لوضع حد للاشتباكات المستمرة، منذ خمسة أيام في أعنف موجة اقتتال بين المعارضين، منذ بدء الانتفاضة السورية. وفي تسجيل صوتي حمل محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة أيضا جانبا كبيرا من المسؤولية عن القتال. وعلى الرغم من خروج الجماعتين من عباءة التنظيم العالمي المتشدد وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب، فإن جبهة النصرة أكثر تعاونا مع فصائل المعارضة الأخرى وتفادت إلى حد بعيد صراعات القوى التي تخوضها جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، منذ انتزعت من جماعات أخرى السيطرة على كثير من مناطق المعارضة. وقال الجولاني "لقد جرت الكثير من الاعتداءات في الساحة بين الفصائل المسلحة وتجاوزات من بعض الفصائل كما أن السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع... يضاف إليها عدم الوصول إلى صيغة حل شرعي معتمد بين الفصائل البارزة". وكانت الدولة الإسلامية في العراق والشام قاتلت أيضا في العراق، حيث واجهت هجوما من الجيش بالدبابات والمدفعية حول مدينة الفلوجة، التي أجبر زعماؤها المحليون الجماعة المرتبطة بالقاعدة على الخروج من المدينة قبل الهجوم عليهم.