قال مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مساء يوم الجمعة المنصرم، بطانطان، إن تخليد الذكرى 57 لانطلاق عمليات جيش التحرير بجنوب المملكة يعد مناسبة لاستحضار تضحيات الآباء والأجداد من أجل الذود عن حمى الوطن وصون مقدساته. أضاف الكثيري، في كلمة خلال لقاء تواصلي نظم بمناسبة تخليد الذكرى 57 لانطلاق عمليات جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية، إن هذه الذكرى الحافلة بالدلالات والعبر تعد مناسبة لتذكير الأجيال القادمة ببطولات ونضالات أفراد المقاومة وجيش التحرير، وقيم العزة والتضحية والوفاء التي تحلوا بها والتي يجب الحفاظ عليها وغرسها في نفوس ووجدان الناشئة. وأشار إلى أن تخليد هذا الحدث الوطني يكتسي هذه السنة أهمية بالغة لكونه يندرج في أجواء من "التعبئة التامة والمستمرة للشعب المغربي في مواجهة خصوم الوحدة الترابية للمملكة الذين ما فتئوا يتربصون ويناورون من أجل الإساءة للثوابت الوطنية والمقدسات الدينية". واعتبر الكثيري أن الخطاب، الذي ألقاه صاحب الجلالة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، والخطاب الذي ألقاه جلالته في افتتاح الدورة التشريعية الأخيرة للبرلمان، كانا خطابين تاريخيين شدد فيهما جلالته على "ضرورة التعبئة والتجند لمواجهة خصوم الوحدة الترابية للمملكة الذين اكتشف الجميع خبث نواياهم"، مؤكدا أن أسرة المقاومة وجيش التحرير معبأة ومجندة دائما للدفاع عن الثوابت والمقدسات الوطنية. على صعيد آخر، أكد الكثيري أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين تسعى جاهدة لتحسين الأوضاع المادية والصحية والمعيشية لأفراد المقاومة وجيش التحرير وذويهم، مبرزا أنه ستجري ابتداء من يناير 2014، الزيادة في راتب معاش العطب الذي يستفيد منه المقاومون، حيث سيرتفع الراتب بنسبة 30 في المائة. وأضاف أن المندوبية اتخذت إجراء يقضي بفتح حسابات بنكية لفائدة جميع أفراد المقاومة وجيش التحرير حيث استفاد من هذه العملية، لحد الآن، حوالي 90 في المائة من المقاومين من أصل 96 ألف مستفيد، كما تعتزم إحداث آلية تمكن المقاومين وذويهم من الاستفادة من التغطية الصحية دون الأداء المسبق. وأشار الكثيري إلى أن المندوبية عملت على تيسير الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لأبناء المقاومين، من خلال مساعدتهم على خلق مشاريع صغرى ومتوسطة وتنظيم دورات تكوينية لفائدتهم بشراكة مع عدد من المؤسسات الوطنية، مبرزا في هذا السياق أن أزيد من 1435 مشروعا رأى النور خلال 12 سنة الأخيرة، إضافة إلى 82 تعاونية و133 جمعية. وأبرز أن المندوبية رصدت ما يناهز 465 ألف درهم، لتمويل حوالي 24 مشروعا لفائدة أبناء المقاومين، وحوالي 40 ألف درهم كمساعدات نقدية لفائدة عشر أرامل توفي أزواجهن. وجرى في ختام هذا اللقاء الذي حضره عامل الإقليم، عز الدين هلول، والمنتخبون ورؤساء المصالح الخارجية بالإقليم وشخصيات مدنية وعسكرية وأعضاء المجلس الإقليمي للمقاومة، توزيع إعانات ومساعدات مالية على قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم وذوي الحقوق بلغت قيمتها الإجمالية أزيد من 682 ألف درهم، واستفاد منها 116 شخصا، وتكريم 15 آخرين عرفانا "لتضحياتهم الجسام وتفانيهم في خدمة الوطن".