قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أول أمس الأربعاء، إن المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام مع إسرائيل استقالوا، احتجاجا على عدم تحقيق تقدم في المفاوضات، التي ترعاها الولاياتالمتحدة وخيم عليها استمرار البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة. محمود عباس وجون كيري خلال لقاء سابق 'خاص) يمثل القرار مأزقا جديدا للمحادثات التي استؤنفت مع إسرائيل في يوليوز، لكن مسؤولين من الجانبين قالوا إنها لم تحقق تقدما يُذكر. وأشار عباس خلال مقابلة مع شبكة سي.بي.سي التلفزيونية المصرية إلى أن المفاوضات سوف تستمر حتى لو تمسك وفد المفاوضين بالاستقالة. وقال "إما أن يعود الوفد وإما أن نشكل وفدا آخر". ولم يتضح من حديث عباس، خلال المقابلة الموعد الذي استقال فيه المفاوضون لكنه قال إنه يحتاج إلى نحو أسبوع لاستئناف المحادثات. ولم يذكر رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تفاصيل عن التقرير عن استقالته ضمن تصريحات أدلى بها لتلفزيون رويترز، أول أمس الأربعاء، لكنه ذكر أن المفاوضات توقفت. وقال عريقات "المفاوضات حقيقة أوقفت الأسبوع الماضي حتى أكون صادقا على ضوء القرار الاستيطاني الأسبوع الماضي". وأعلنت إسرائيل، منذ بداية المحادثات التي استؤنفت بعد توقف استمر ثلاث سنوات خططا لبناء ألوف المساكن للمستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة والقدس الشرقية. وأثار الكشف، أول أمس الأربعاء، عن أن وزارة الإسكان الإسرائيلية كانت وضعت خططا لبناء ما يقرب من 24 ألف وحدة سكنية أخرى للمستوطنين في المنطقتين قلق الولاياتالمتحدة ومزيدا من التنديد من الفلسطينيين. وتدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المدافع عن بناء المستوطنات في وقت متأخر، يوم الثلاثاء، وأمر بوقف تلك المشاريع قائلا إنه لم يخطر بها مسبقا. وقال نتنياهو إنه يخشى ردود فعل دولية غاضبة تصرف الأنظار عن ضغوط إسرائيل المناهضة لإبرام اتفاق بين إيران والقوى العالمية يؤدي إلى تخفيف العقوبات عن طهران دون أن تفكك قدراتها للتخصيب النووي. ومن المقرر أن تستأنف المحادثات بين إيران والقوى الكبرى بخصوص الملف النووي في جنيف في 20 نونبر. وتتهم إسرائيل -التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة المسلحة نوويا في الشرق الأوسط- إيران بالسعي إلى صنع أسلحة ذرية. لكن إيران تقول إن برنامجها النووي ليست له سوى أهداف سلمية. ولم يشر البيان الذي أعلن تدخل نتينياهو إلى الفلسطينيين ولا إلى المفاوضات. وتقول معظم الدول إن المستوطنات الإسرائيلية التي بنيت في مناطق تم الاستيلاء عليها في حرب عام 1967 غير مشروعة. لكن وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم، عضو حزب ليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتينياهو، أوضح اليوم أن إسرائيل ستواصل بناء المستوطنات لكنها ستكون أكثر حذرا في الإعلان عنها مستقبلا. وقال شالوم للإذاعة الإسرائيلية "القضية دائما في التوقيت. هل الوقت مناسب؟ هل الوقت غير مناسب؟ نحن نحتاج إلى دعم الولاياتالمتحدة في القضية الإيرانية، وينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لتخفيف أي توتر معها". وقال عريقات إن إسرائيل تحاول، من خلال نشاطها الاستيطاني تقويض الجهود الدبلوماسية، التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للوصول إلى اتفاق سلام. وفي واشنطن سعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى التهوين من الاستقالات المتداولة في التقارير، وقالت إنها تعرف انه سيكون هناك لحظات صعود وهبوط في المحادثات وأشارت إلى تصريح عباس بأن المحادثات ستستمر، سواء بالمفاوضين القدامى أو بفريق جديد. وقالت المتحدثة باسم الوزارة جين ساكي للصحفيين "حقيقة أن الرئيس عباس خرج وأكد التزامه اليوم... علامة جيدة وسنواصل متابعتها في نفس الإطار الزمني." وأشارت إلى أن كيري تحدث مع عباس ونتنياهو يوم الثلاثاء. وقتل فلسطيني عمره 16 عاما جنديا إسرائيليا طعنا في حافلة بشمال إسرائيل اليوم في هجوم دعا على إثره ساسة من اليمين المتطرف في إسرائيل إلى تعليق مفاوضات السلام. وذكرت الشرطة أن الفلسطيني، الذي يعيش في الضفة الغربية قال للمحققين إنه نفذ الهجوم، لأن أعمامه مسجونون في إسرائيل.